تقوم البيروقراطية بدور أساسي في حياة الأفراد والشعوب، فقد ازداد نطاق العمل الحكومي وتوسع في كثير من المجالات التي لم تتطرق إليها سابقا مما أدى إلى زيادة عدد المنظمات العامة والأجهزة الإدارية المختلفة وذلك من أجل توفير الخدمات وتحقيق العدالة الاجتماعية وإشباع الحاجات وتحقيق الرفاهية لشعوبها، ولكن هذا الدور انتابه بعض الضعف الأخلاقي في البيروقراطية وانعدامه في بعض الأحيان، فقد انتشرت المحسوبية والرشوة، والإهمال والتكاسل، وعدم العدالة وقلة النزاهة، والاتجار بالوظيفة لتحقيق مصالح شخصية على حساب المصلحة العامة، كما تزايدت حالات الرشوة والاختلاسات للأموال العامة والاستغلال السيئ للسلطات والصلاحيات لتحقيق أوجه کسب غير مشروع، ولقد أدى هذا السلوك اللاأخلاقي أيضا إلى تدني كفاءة وفعالية البيروقراطيات وعدم قدرتها على القيام بالدور المطلوب منها أو بالدور التطويري أو التنموي لتحقيق رفاهية شعوبها مما ولد لدى المستفيدين منا مشاعر عدم الرضا والاستياء وعدم الثقة فيها.