نظرية التدبر القرآني أنموذج تأويلي يقوم على استثمار جدلية النص الشرعي والواقع في سياق كشف حاجات الإنسان للمعنى الشرعي المناسب للتغيرات التي تطرأ على فعله في التاريخ، فنظرية التدبّر استثمار مجموع قوانين نظمية ومعرفية، وسنن تاريخية وحضارية بمنطق اجتهادي استكشافي وبقصد تحقيق مقاصد شرعية منظمة للاستخلاف الإنساني والعمران البشري. وقواعد التلقي التدبّري تثوير للوحي من حيث تفهمه وتبصره واستنطاقه، وترتيب له من حيث ملاحظة بنائه المعماري للمعاني ومناسبتها لبصر الإنسان في نفسه ولبصر معادلات الكون ومقاصدها فهي قواعد جامعة لقراءة الوحي والكون والإنسان بمقتضى ضوابط شرعية وعقلية متوافقة ومتكاملة لا متناقضة ولا متضادة.