"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" أين نحن العرب اليوم من مسألة التغيير؟ لقد دخلنا بالفعل في زمن جديد هو زمن حركات التغيير العربية، ومعالمه الرئيسة ثلاثة: استعادة المسألة القيمية الأولوية التي ما كانت لها في المرحلة المنقضية. فالشعارات أو الأهداف المعلنة لحركات التغيير ثلاثة وهي: الحرية والكرامة والعدالة؛ وهي قيم عريقة في الموروث الفكري والثقافي والديني لأمتنا وثقافتها وفهمها لنفسها الجمعية وأشواقها للعة ولكسب الاحترام في علاقتها بالذات والآخر، والمعلم الثاني أنها حركات شباب وجمهور، وليست حركات خب حزبية أو قائدة، وهذا لا يعني انتفاء الطابع الكارزمي منها، فالكارزما هي كارزما الجماعة، وكارزما الأهداف ذات الطابع الطهوري، ولذلك ميزاته ومخاطره. أهم ميزات الحالة الجديدة أنها سلمية بعامة؛ لأن الجمهور لا يمارس العنف تجاه ذاته، ولأنه لا حاجة في الغالب التأكيد الذات من طريق العنف. فالعنف هو شأن الأقليات الإثنية أو الدينية أو الحزبية أو العسكرية غير الواثقة من قوتها ومشروعيتها. أما المخاطر فتتبدى في طهورية الأهداف ومثاليتها المفرطة بحيث تتخذ أحيانا طابعة فوق سياسي، والمعلم الثالث الحركات التغيير العربية: أنها تجري في سياق عالمي؛ بحيث نستعيد التواصل والقواسم المشتركة مع العالم المعاصر في المجال القيمي / الثقافي، وفي المجال السياسي.