في ظل الوتيرة المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم، يبرز مفهوم العوملة وأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، محط أنظار الجمیع ملا تشكله من ركيزة أساسية فـي حیاة الامم. حيث استطاعت العوملة أن تبني الجسور عبر الحدود الوطنية كما انتشلت الماليين من براثن ّ الفقر. أما جانبها السيئ، فهو أن العوملة تعزز من الشعبوية وكذلك التنافس بين القوى العظمى الذي بدوره يؤدي إلى تمزق العالم. في هذا السياق يأتي كل من أنثيا روبرتس ونيكوالس المب في كتاب »ستة أوجه للعولمة« لتقديم دليل للمناقشات العامة المستعصية حول فضائل العوملة الاقتصادية ورذائلها، حيث يتخطى التعقيد ليكشف عن خطوط الصدع التي تفرقنا ونقاط الاتفاق التي قد تجمعنا معًا. استطاع المؤلفان تحليل المصالح والايديولوجيات التي تقودنا لهذه المناقشات المستعصية، والتي تكمن في لب الكثير من الخالفات السياسية وصنع القرار. ويتمثل منهج ً الكتاب في سرد ست روايات متنافسة حول فضائل العوملة ورذائلها: ابتداء من وجهة نظر المؤسسة القديمة القائلة بأن العوملة تفيد الجميع، ً وانتهاء ً بالاعتقاد المتشائم بأنها تهددنا جميعا بالاوبئة وتغير المناخ.