هدفت هذه الدراسة إلى تطبيق آليات الدرس الحجاجي على ديوان الإمام الحضرمي، وتوزيع زوايا النظر في النص على مستويات اللغة والبلاغة والمنطق والاستدلال؛ لرصد القدرة الحجاجية والإقناعية التي تمتع بها الإمام الحضرمي، والتي تضافرت طاقاته وملكاتم التي تمثلت في إمامته الشرعية وقيادته العسكرية وعلمه الغزير وبراعته الشعرية في رفد الطاقة الحجاجية والإقناعية في ديوانه. وتسعى الدراسة إلى إثبات أن النص الشعري عند الإم ا م الحضرمي لا يقف عند حد الإمتاع والتخييل بل يقوم بمقوماته اللغوية والبلاغية والإستدلالية بوظيفة الإقناع والحجاج، والتأثير على المعتقدات والأفكار، ثم التأثير على السلوك والمواقف. فالحراسة تسعى إلى إبراز الجانب الإقناعي والحجاجي للنص الشعري وعلم حصر ذلك ف ي النشر وذلك بالاعتماد على كتابات بعض العلماء القدماء، كابن الأثير وابن رشيق وح ا القرطاجني ،والمحدثين كمحمد العمري وأبو بكر العزاوي، النين خالفوا ما ذهب إليه أرسطو وأقروا باضطلاع الشعر بوظيفة إقناعية حجاجية. تطمح الدراسة إلى الكشف عن الآليات الحجاجية في الشعر مستفيدة من الاتجاه التداولي، الذي يعتني بالأفعال الإنجازية، وإبراز الذوات المتكلمة وعلاقتها بالمخاطب وهو ما يعرف بالعناصر الإشارية، والاستلزام الحواري الذي يعنى بالبحث في ما يعنيه المتكلم من معان قد جاوز المعنى الحرفي للمنطوق، كما يستفيد من تطبيقات الدرس الحجاجي اللغوي عند العزاوي وهو تلميذ رائد الحجاج (ديكرر)- وشكري المبخوت وتوسع دائرته عما ذهب إليه أنصار نظرية الحجاج في اللغة فخصصت الدراسة فصلا بعنوان :الآليات الحجاجية البلاغية، وأخر بنوان الآليات الحجاجية المنطقية، حيث يرى أنصار هذا النظرية" أن الحجاج مسجل في بنية اللغة ذاتها وليس مرتبطة بالمحتوى الخبري للأقوال ولا بمعطيات بلاغية مقامية" ( شكري المبخوت ،نظرية الحجاج في اللغة ، ضمن كتاب أهم نظريات الحجاج من أرسطو إلى اليوم ، إشراف حمادي صمود ،ص۳۰۲). وتهدف فصول البحث إلى تطبيق الآليات الحجاجية على ش عر الإمام الحضرمي حيث تعرف بكل آلية تعريف مختصرا ،ثم تطبقها على نصوص شعري ة مختارة، متبعة المنهج التحليلي . ويعرض البحث الأهم معاني الحجاج عند رواد النظرية الحجاجية، وينكر أنميه واتجاهاته ومصطلحاته، ويعرف بالإطار التاريخي العام، والظروف المحيطة والمؤثرة في شعر الإمام الحضرمي، ويعرف بالمشروع الإصلاحي للإمام الحضرمي، وبمدونة البحث. والبحث بجميع فصوله يهدف إلى إثبات الإقناع والحجاج في الشعر، وان خاصية الإمتاع والتخييل التي تميزه هي رافد من روافد الإقناع والحجاج، فالنص الشعري المتضم ن كلا من المكون اللغوي والروابط الحجاجية والعناصر الإشارية وتطبيق قوانين السلالم الحجاجية كلها آليات حجاجية تضمن الإقناع وتدعم الحجج والبراهين في الخطاب الشعري. والبحث يبرز الدور الجمالي والبراعة التصويرية في الدفع بالحجج والبراهين، ويثبت قدرة الأساليب البيانية والبديعية في التأثير في وجدان المخاطب ومشاعره وأحاسيسه ثم في مواقفه وسلوكه كما يبرز دور الاستدلال والمنطق في إقامة الحجج والبراهين، فالتسلسلات المنطقية، والعلاقات الحجاجية هي التي تربط مفاصل الكلام، وتضمن الانتقال الماس من المقدمة إلى النتيجة، ومن الحجة إلى الغاية الإقناعية