وثيقة
المصطلح الأصولي في الخطاب الخلدوني
الناشر
وزارة الأوقاف و الشوؤن الدينية
ميلادي
2006
اللغة
العربية
الموضوع
المجموعة
URL المصدر
zcustom_txt_2
العلوي، سعيد بن سعيد(2006). المصطلح الأصولي في الخطاب الخلدوني. مجلة التفاهم ،(16)1-11.استرجع من https://tafahom.mara.gov.om/storage/al-tafahom/ar/2006/016/pdf/12.pdf
الملخص العربي
في مقدمة ابن خلدون أمور عدیدة تغرى بالحدیث عن العقلانیة وتمجید العقل. في طلیعة تلك الأمور الكلام الصریح عن (طبائع الأشیاء) حینا قلیلا والحدیث الضمني عنها أحیانا غالبة، ذلك أن لكل من العصبیة، والملك، والبداوة، والحضارة، والعمران، وكذا الباقي من المفاهیم الخلدونیة المعلومة، طبائع قارة تلازم كل ما تعبر عنه هذه المفاهیم فهي لا تفارقها، وبموجبها یكون الفعل والحركة الانتقال من حال إلَى حال، إذ لكل شيء غایة یقصدها. فالغایة التي تؤدى إلیها العصبیة هي الملك، و الغایة التي یسعى إلیها الملك هي الانفراد بالمجد، والغایة التي تسعى إلیها الدولة هي الهرم، فهو یصیبها في الجیل الرابع، بعد أن تكون الدولة قد مرت بأجیال ثلاثة لكل جیل منها بِدَوْرِهِ طبیعته الممیزة التي لا یملك أن یحید عنها. ومن الأمور التي حملت الجمهرة الكبیرة من قراء المقدمة، منذ (إعادة اكتشافها) في عشرینات القرن الماضي، على الحدیث عن العقل والعقلانیة حدیث أبي زید نفسه عن التاریخ وعن (طبیعته) خاصة، فقد أغرى العدید من الدارسین بالحدیث عن المعنى) وعن (المنطق) الذي یخضع له التاریخ البشري في سیره، وبالجملة رأینا من الكثیرین جنوحا إلَى اعتبار ابن خلدون فیلسوفا للتاریخ تارة، ومؤسسا لعلم الاجتماع تارة أخرى، ورائدا من رواد الاقتصاد السیاسي طورا ثالثا، بل إن المجال قد یتسع لیجعل من المؤرخ العربي الكبیر رائدا لعلوم أخرى مثل المناخ، والجغرافیا الاقتصادیة، وعلم النفس الاجتماعي. ولعل النموذج الواضح هو ذاك الذي یقدمه المفكر القومي العربي ساطع الحصري في كتابه (دراسات في مقدمة ابن خلدون) حیث یبدو ابن خلدون سابقاً على فیكو وهردر وكانط وهیجل وسبنسر، ومؤسسا أول لعلوم كثیرة لم یكن -بطبیعة الأمر- ظهورها ممكنا إلا بحدوث تراكم معرفي هائل من جانب أول، وتحقق عدد من الثورات العلمیة من جانب ثان. أضف إلَى ذلك أن الاعتقاد الدیني الذي كان الفقیه المالكي والمتكلم الأشعري یصدر عنه یجعل إبحاره في المحیط الذي یرید الحصري أن یلقى به فیه أمرا متعذرا، من ذلك مثلا أن مؤرخنا الكبیر، متى نظرنا إلیه في دائرة النظام المعرفي الذي ینتمي إلیه، لم یكن یملك الحدیث عن المعنى في التاریخ - على النحو الذي نجده عند فیكو أَو كانط أَو هیجل مادام الله هو الذي یوجه التاریخ ویقود الإنسان.
قالب العنصر
مقالات الدوريات