لم تكن الشرعية في المجتمع الإغريقي دوما هي المستمدة من مبدأ الانتخاب بالقرعة في الديمقراطية، فقد كانت تستمد أحيانا من المال وفقا للمبدأ الأوليغاركي، وتستمد أحيانا أخرى من القوة في النظام التيموقراطي ونظام الطغيان، وأحيانا ثالثة تستمد من وراثة الطبقة وشرف المحتد حسب الشرعية الأرستقراطية، تبعا لأنماط الحكومات المختلفة التي تعاقبت على المدن الإغريقية. والأمر نفسه يتكرر فيما يتعلق بزعم غياب الدوجما الدينية وحضور النزعة الإنسانية، فليس بصحيح ما يشيع من رأي حول سيادة تلك النزعة كلية على الحياة الإغريقية، سواء على مستوى الحياة السياسية أو مستوى الحياة العامة أو مستوى رؤية الوجود.