يشكل التعليم الفني أهمية كبيرة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في سلطنة عمان ، ولهذا جاءت هذه الدراسة للتعرف على دور التعليم الفني في مجال التنمية الاجتماعية والاقتصادية ، وذلك من خلال تحليل البيانات الإحصائية المتوفرة عن مخرجات التعليم الفني ومتطلبات القطاعات الاقتصادية والاجتماعية من هذه المخرجات ، إلى دراسة إمكانية التوسع في مجال التعليم الفني نظرا لأهميته في إنجاح عملية التنمية بوجه عام من خلال التعرف على اتجاهات الطلبة نحو التعليم الفني ، ومن أجل هذه الغاية تم اختيار عينتين إحداهما من طلبة الثانوية العامة مؤلفة من (210) طلاب والأخرى من طلبة الكليات الفنية مؤلفة من (160) طالبا .
وقد استخدم الباحث الاستبانة كأداة رئيسية لجمع البيانات بالاضافة الى المقابلة والسجلات والوثائق . وقد تم بناء استبانة لطلبة الثانوية العامة للتعرف على توجهات الطلبة نحو التعليم الفني والمعوقات التي تعترض إقبالهم عليه ، والاستبانة الأخرى لطلبة الكليات الفنية الصناعية للتعرف على العوامل المؤدية إلى إقبالهم والصعوبات التي تعترضهم وتوقعاتهم نحو فرص العمل المتاحة في المستقبل .
واستخدم الباحث في تحليله للبيانات أساليب احصائية مثل اسلوب التكرارات والنسب المئوية أو المعدل المئوي . وقد توصلت الدراسة الى جملة من النتائج منها أن هناك نقص في معرفة طلبة الثانوية العامة للتعليم الفني وان سبب إقبالهم على هذا النوع من التعليم يرجع الى ارتفاع دخول خريجيه وحاجة البلاد إلى كفاءات فنية وطنية مما يساهم في نجاح سياسة التعمين من خلال الاعتماد على العمالة الوطنية في عملية التنمية بدلا من العمالة الوافدة .
كما قدمت الدراسة بعض الاقتراحات لتفعيل دور التعليم الفني في عملية التنمية من خلال معالجة المعوقات التي تعترض إقبال الطلاب على التعليم الفني منها : ضرورة القيام بالتوعية بأهمية التعليم الفني واحترام العمل اليدوي ، وتقديم الحوافز المادية لطلبة الكليات الفنية ، والعمل على تطوير أساليب الدراسة في تلك الكليات ، والتوسع في إنشاء كليات فنية جديدة ، وإجراء المزيد من الدراسات والأبحاث العلمية في مجال التعليم الفني ، لأن من شأن ذلك أن يؤدي إلى زيادة الإقبال على التعليم الفني . ويؤدي بالتالي إلى نجاح عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية والى المساهمة في تقدم المجتمع العماني بوجه عام .