السحر من أول الأمور التي اهتم بها الإنسان واعتقد في وجودها وحقيقتها، فقد نقش معتقداته وطقوسه وتعاليمه ومعرفته على هذه الصخور أو صنع لها التماثيل، ولما ارتقى به أمر القراءة والكتابة عمد إلى الكتابة فيه، وترك مخلفات كثيرة بين مخطوط ومكتوب ومنقوش، تدلنا جميعها على مبلغ اهتمامه بالسحر، وما زال على هذا المنوال، حتى يومنا هذا وفي مصر كان السحر يكمن في أمور أخرى عند بعض الرحالة والمؤرخين والكتاب من المسلمين، وإن لم تكن مصر جذابة لهم في حد ذاتها، فجاذبيتها بالنسبة لهم كانت تنبع من ارتباطها بأشياء أخرى؛ فمثلا اهتم التلمساني (المتوفى سنة 776) بعجائب مصر من منظور آخر في كتابه «سکردان السلطان»، وهو كتاب أدبي تاريخي، يشتمل على أنواع الجد والهزل، ألفه للسلطان الملك الناصر بن أبي المحاسن في سنة 757 هـ، في خواص السبعة التي هي أشرف الأعداد، وحاول أن يشعرنا فيه بأن هناك رابطة سحرية غامضا بين عجائب أرض مصر، وبين العدد سبعة، حتى أنه خصص بابا كاملا في هذا الشأن تحت عنوان: «في ذكر نبذة مما وقع في إقليم مصر من هذا العدد على طريق الإجمال».