وثيقة
تجاذبات اللغة و الثقافة و المفاهيم
الناشر
وزارة الأوقاف و الشوؤن الدينية
ميلادي
2004
اللغة
العربية
الموضوع
المجموعة
URL المصدر
zcustom_txt_2
سراج، نادر(2004).تجاذبات اللغة و الثقافة و المفاهيم. مجلة التفاهم،(4)،1-11.استرجع من https://tafahom.mara.gov.om/storage/al-tafahom/ar/2004/005/pdf/04.pdf
الملخص العربي
من المتعارف علیه أن اللسان دعامة أساسیة للثقافة. فلا تقوم الثقافة أیا كانت أشكالهاوتعبیراتها، دون وعاء لغوي یحتضنها ویتبناها، ویتیح السبل أمام أبنائها للتعبیر والإبداع في مختلف مجالاتها. واللسان أیضاً مَعْلَمٌ أساسي من معالم انتمائنا إلى متحد لغوي اجتماعي. وَتَسَاوُقُ هذه الأقانیم یسهم بلا شك في تعیین أفق الهویة الواحدة، وفي إنضاج ملامح الهویة القطریة أو الوطنیة ومثیلتها القومیة. والهویة تُسْ تَنْهَضُ عادةً لدى شعور
الجماعات والأفراد بتنافس حاد أو بخطر محدق أو داهم من لدن الهویات الأخرى، شقیقةً كانت أم صدیقةً أم معادیة. الأمر الذي یُلْزِمُهَا بضرورة التقارب والتضامن للتأكید على الثوابت المشتركة والدفاع عنها. تتشكل الهویة إذاً من جملة ثوابت مشتركة تعارف القوم علیها، ومنها التاریخ والمصیر الواحد والموروث الثقافي والدین والتقالید والعادات وصولاً إلى اللغة التي نسمیها اللغة الأم وتتقاربُ الأرحامُ على أساسٍ منها. هذه اللغة تلاحِمُ سدى ثوبنا الإنساني فتربطنا بذواتنا وتصلنا بالآخرین؛ ولكنها لا تحجب أبداً عن أعیننا وعقولنا وجوب وعي الحقائق ورصد المتغیرات ونقل التجارب الإنسانیة كما هي علیه، ومن ثمّ لزوم الاعتراف بوجود الآخر المختلف عنا لغةً وفكراً وثقافةً. الاعتراف بالآخر لا یعني بالضرورة التماهي بقیمهولغته وأفكاره ظنا منا أنها الأفضل والأسلم والأحدث. في ظلّ هذه المفاهیم نعالج وجهاً من الوجوه المتعددة للثقافة ألا وهو ثقافة الإعلام التي ترتكز في منطلقاتها على اللسان وتتماسّ مع مختلف نتاجاته، في الفضاء الثقافي الانفتاحي والمعولمة الذي نعیشه الیوم. ثمّة جوانب عدیدة لرصد هذا التفاعل اللغوي الثقافي الذي ینمّ عن تداعیات مسألة الانتماء وتشكّل الهویة الواحدة. ولكننا سنحصر بحثنا في إشكالیة الثقافة الإعلامیة التي نتلقاها یومیا عبر وسائلنا الإعلامیة، والمرئیة منها على وجه الخصوص، والتي تظهر نتائجها على ناشئتنا عموماً، وتنعكس في منطوقهم الیومي بما فیه المقترضات التي تحفل بها لغتهم.
الجماعات والأفراد بتنافس حاد أو بخطر محدق أو داهم من لدن الهویات الأخرى، شقیقةً كانت أم صدیقةً أم معادیة. الأمر الذي یُلْزِمُهَا بضرورة التقارب والتضامن للتأكید على الثوابت المشتركة والدفاع عنها. تتشكل الهویة إذاً من جملة ثوابت مشتركة تعارف القوم علیها، ومنها التاریخ والمصیر الواحد والموروث الثقافي والدین والتقالید والعادات وصولاً إلى اللغة التي نسمیها اللغة الأم وتتقاربُ الأرحامُ على أساسٍ منها. هذه اللغة تلاحِمُ سدى ثوبنا الإنساني فتربطنا بذواتنا وتصلنا بالآخرین؛ ولكنها لا تحجب أبداً عن أعیننا وعقولنا وجوب وعي الحقائق ورصد المتغیرات ونقل التجارب الإنسانیة كما هي علیه، ومن ثمّ لزوم الاعتراف بوجود الآخر المختلف عنا لغةً وفكراً وثقافةً. الاعتراف بالآخر لا یعني بالضرورة التماهي بقیمهولغته وأفكاره ظنا منا أنها الأفضل والأسلم والأحدث. في ظلّ هذه المفاهیم نعالج وجهاً من الوجوه المتعددة للثقافة ألا وهو ثقافة الإعلام التي ترتكز في منطلقاتها على اللسان وتتماسّ مع مختلف نتاجاته، في الفضاء الثقافي الانفتاحي والمعولمة الذي نعیشه الیوم. ثمّة جوانب عدیدة لرصد هذا التفاعل اللغوي الثقافي الذي ینمّ عن تداعیات مسألة الانتماء وتشكّل الهویة الواحدة. ولكننا سنحصر بحثنا في إشكالیة الثقافة الإعلامیة التي نتلقاها یومیا عبر وسائلنا الإعلامیة، والمرئیة منها على وجه الخصوص، والتي تظهر نتائجها على ناشئتنا عموماً، وتنعكس في منطوقهم الیومي بما فیه المقترضات التي تحفل بها لغتهم.
قالب العنصر
مقالات الدوريات