ثمة ظاهرة لغویة تستوقف المتتبع لمجریات الحیاة السیاسیة العربیة فالكمّ المصطلحي ذو الجذور العثمانیة - التركیة الذي یلون مفاصل الكلام السیاسي إن بالألقاب المسبغة على العاملین فیه أو بالرتب العسكریة، أو بتسمیة الوظائف الإداریة، أو بالتعلیقات والانتقادات التي یتبادلها السیاسیون وینقلها عنهم أو یروجها الإعلامیون أمر یستحق الدراسة. فبعد مرور ما یقارب الخمسمائة عام على الحكم العثماني لبلاد الشام، لا تزال تعابیر نشأت في حمى السلطنة ووفق قوانینها الإداریة السیاسیة حاضرة في الخطابین السیاسي و الإداري في العالم العربي.