أحقا تقوم بعض الدیانات أكثر من غیرها بتعزیز أنساق العنف في العلاقات الإنسانیة؟ ثمة طرق كثیرة للإلمام بجوانب هذا السؤال. وإحدى هذه الطرق واكثرها أهمیّة وأوسعها انتشارا، بین اللاهوتیّین ومؤرخي الأفكار على الأقل، تتمثّل في مراجعة النصوص الأصلیّة للطوائف الدینیّة ذات العلاقة.1963 ) اعتماداً على مقارنة - وقد زعم عالم الاجتماع باول هونیجس هایم ( 1885 الأفكار الدینیّة عبر قومیّات مختلفة، أن الدیانات المتشائمة، أي الدیانات التي تتصوّر العالم شرا متعذرا إصلاحه أو فاسداً، تمیل إلى الإحجام عن العنف. أمّا الدیانات المتفائلة، أي التي ترى الصلاح جوهر الكون أو تراه قابلًا للإصلاح، فهي تمیل إلى تبنّي الحروب
الدینیّة من أجل نشر بركات الدیانة الحقّة( 1). وفي نفس الاتجاه فقد حدّد المحلل النفسي وعالم اللاهوت الكاثولیكي یوجین دریورمن العلاقة بین المواقف السلمیّة للدیانات البوذیّة والطاویّة من جهة وبین الطبیعة العدوانیة للدیانات "السامیّة"(الیهودیّة والنصرا نیّة والإسلام) من جهة أخرى( 2). ولقد میّز باحث السلام النرویجي جون جالتونج بین الأبعاد"الصلبة" الرؤیة والأبعاد "الناعمة" للرؤیة الكونیّة للدیانات( 3).