ويعتبر المسلمون حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم- وتصرفاته وأقواله إيضاحأ وتنفيذا لفضائل السلوك والأعمال وهم يسمون مجموع المظاهر السلوكية هذه سنة، أي طريقة خيرية بالاتباع ولبعض تلك الفضائل صفة تشريعية أي أنها تملك خصائص قانونية بالأمر أو بالنبي، وبذلك تصبح مثل النوع الأول من الأنواع الثلاثة التي ذكرناها لكنها في الأكثر مثل النوعين الثاني والثالث، أي أنها نصائح ووصايا لا تترتب عليها عقوبات دنيوية، بل هي فضائل أخلاقية إذا أنفذها الإنسان (رغم صعوبتها) فلها ثواب عند الله في الأخرة، وثوابها في الدنيا رضى النفس وحسن العلاقات بالآخرين من المسلمين وغير المسلمين، وهكذا فهناك مصدران للأخلاق الفردية والعامة: القرآن الكريم، وسنة النبي، وبعض هذه الأخلاق سلوكية، وبعضها الآخر معنوي واعتباري وبالذات تلك التي لا تترتب عليها عقوبات أو ليست مكشوفة للناس، وتعتمد على الاختيار الشخصي.