حین نشر إدوارد سعید كتابه (الاستشراق) في نهایة السبعینات من القرن العشرین بعدما سبق أطروحته من دراساتٍ في نقد الاستشراق وخصوصاً في التطبیقات الماركسیة على الدراسات الاستشراقیة، اعتقد كثیر من المفكرین بل المحللین للدراسات الأكادیمیة أن الدراسات الاستشراقیة أوشكت على الزوال، وأننا نشهد مرحلة (نهایة الاستشراق.(2002 ) - الأستاذ ب - لكن في نفس العام ( 1978 م) أصدر جون وانسبرو ( 1928 لندن والقادم من الولایات المتحدة- كتاباً أطلق علیه (دراسات قرآنیة)، SAOS حیث طبق فیه المنهج الجذريَّ (Quranic Studies, Oxford University Press) في نقد النص والذي اشتهر تطبیقه منذ القرن التاسع عشر على نصوص العهدین القدیم
والجدید. وقد خلص إلى أنَّ القرآن لم یُكتب على مرحلة واحدة بل على مراحل متعددة، وأنّ ما في أیدینا من المصحف إنما دوِّن بعد القرن الثامن المیلادي/الثاني الهجري. لكنّ هذه الدراسة ما اشتدت إعلامیاً كما اشتدت دراسة إدوارد سعید، بید أنه في الدوائر العلمیة الأكادیمیة الغربیة أخذت بعداً آخر من حیث الاهتمام، وذلك لأمرین: الأول من حیث دراسة نشأة الإسلام وجذوره. والثاني للتطبیقات النظریة الحدیثة على العلوم الاستشراقیة.