على هذه الطاولة المستديرة التي تنشر مداخلاتها بالمجلة من خلالها سألنا مجموعة من الباحثين في حقول متجاورة بداخل الدراسات الشرق أوسطية أن يدلوا بآرائهم بشأن البحوث الأكاديمية عن الحركات الإسلامية. وقد أدلوا بملاحظاتهم عن تطورات تلك المقاربات والبحوث، وأفكارهم عن مستقبل تلك البحوث والدراسات. وليس من المفيد في هذا التمهيد تلخيص ما أدلوا به من ملاحظات سريعة وقصيرة؛ لكنني أود في البداية أن أقدم ثلاثة تأملات. أول تلك التأملات ذلك التداځل بين حقول البحث والدراسة، وفائدة ذلك في الوصول إلى نتائج مثمرة، فقد أشار عمرو حمزاوي على سبيل المثال إلى الفوائد المجنية من وراء المزج بين عدة تخصصات في تأمل الإسلاميات الجديدة، وكيف أدى ذلك المزج إلى تغيير في الرؤية للظاهرة، وإلى قواعد الرؤية أيضا. وهكذا فإن معظم قراء ال LIMIS هم من أنصار ذلك الامتزاج والعبور بين التخصصات المتجاورة؛ بيد أنه من المفيد الإشارة إلى أن الدارسين هؤلاء ما رأوا فائدة في العبور بين الحقول والتخصصات وحسب؛ بل أشاروا أيضا إلى وجود مجالات ونقاط في ميدان دراسات الإسلام السياسي المعاصر، تستحق المزيد من التأمل والتنوع في البحث والمراجعة والاستكشاف، وبرزت في هذا المجال نقطتان: ضرورة الملاءمة بين العوامل الإثنوغرافية والأخرى المحلية، والتركيز أكثر على المجال العام وجغرافيات الإسلامية الجديدة. وأضافت السيدة برنا تورام أن هذا الجمع والملاءمة سيكونان مفيدين في فهم سیاقي أعمق للظاهرة الإسلامية. أما المجال الثاني فهو جغرافي بطبيعته؛ فهناك انطباع منتشر أن مراعاة العامل الجغرافي في دراسات الإسلام المعاصر هو أمر قد تحقق؛ لكن ذلك في الحقيقة ما يزال في بداياته، فقد أشار حمزاوي إلى أن الدارسين قد تجاوزوا المركزية المصرية في الدراسة.