Document
الغرب و الإسلام، أضداد أم أنداد؟
Publisher
وزارة الأوقاف و الشوؤن الدينية
Gregorian
2004
Language
Arabic
Subject
Member of
Resource URL
Citation
الربيعي، إسماعيل نوري(2004).الغرب و الإسلام، أضداد أم أنداد؟. مجلة التفاهم،(4)،1-27.استرجع من https://tafahom.mara.gov.om/storage/al-tafahom/ar/2004/005/pdf/06.pdf
Arabic abstract
تفرض التحدیات التي ینتجها العالم جملة من المواقف القائمة على الاشتباك والتناقض. ولعل اللافت في الأمر یقوم على حالة التنامي الذي لا یعرف الانقطاع أو حتى التوقف في إنتاج المزید من التوترات التي تطیح بأي أمل یتطلع نحو الاستقرار، أو حتى تجاوز حالات الشد والجذب الذي یفرض بتفاصیله على الواقع. ومن هذا الحال الذي یقوم على التناقض، یعیش العرب أقصى حالات التقاطع مع الذات، حیث تسود النظرة السوداویة
حول كل شيء وأي شيء، حتى لیبدو المشهد في أشد حالاته قتامة. التركیز على مجال المكونات الذاتیة یتمثل عند العرب بشكل لافت للنظر، خصوصا في المواجهة الناقصة التي بات العرب یعیشون محتواها، حیث الخسائر والمرارات تحضر وبكل قوة، من دون أن تحضر حتى إرادة القول، التي كان العرب في الماضي القریب یستحضرونها في بیانات الشجب والتندید التي تصدر عن المؤتمرات العربیة الرسمیة. ومن واقع الفقد الذي یرخي بظلاله على الإرادات والاتجاهات والرؤى، یكون الاتجاه نحو التطلع الكثیف لموضوع الهویة، حیث المحاولة المباشرة للبحث بین ثنایا الذات عن المقومات والأسس، التي یمكن استحضارها من أجل المواجهات والتحدیات، التي تفرضها القوى المهیمنة والمسیطرة على العالم. لاسیما في ظل الحسم للنتائج والذي جاء في أعقاب سقوط أحد طرفي المعادلة الدولیة للعلاقات. ملامح الضعف التي تطبق برؤاها وكوابیسها على العالم العربي- صارت من الحضور بحیث انعكست على مجال الخطاب، الذي بات یتصدره معطیات الهویة بطریقة ملحوظة. والواقع أن الاندراج الكثیف هذا، تكشفه حالة التردي والهوان، باعتبار الخطوات الواسعة التي اندرجت فیها المجتمعات الأخرى غیر العربیة، فیما ظل العرب قابعین في مجالهم یعیشون حالات الوهن، الذي یأبى مغادرتهم أو تركهم. وعلى هذا یكون المسار العربي وقد اتخذ خطه الخاص، انطلاقا من تقدیم أولویات البحث العمیق عن الذات، ومحاولة العمل ( 1)على ترصد نقاط الضعف والخلل، من أجل العمل على تلافي الأخطاء والتناقضات. ولكن یبقى السؤال الأهم یحضر حول هذا التفتیت الذي یعن على الذات، وكیف یمكن الإفلات من سطوة التبدید والهدر الكامن فیه.
حول كل شيء وأي شيء، حتى لیبدو المشهد في أشد حالاته قتامة. التركیز على مجال المكونات الذاتیة یتمثل عند العرب بشكل لافت للنظر، خصوصا في المواجهة الناقصة التي بات العرب یعیشون محتواها، حیث الخسائر والمرارات تحضر وبكل قوة، من دون أن تحضر حتى إرادة القول، التي كان العرب في الماضي القریب یستحضرونها في بیانات الشجب والتندید التي تصدر عن المؤتمرات العربیة الرسمیة. ومن واقع الفقد الذي یرخي بظلاله على الإرادات والاتجاهات والرؤى، یكون الاتجاه نحو التطلع الكثیف لموضوع الهویة، حیث المحاولة المباشرة للبحث بین ثنایا الذات عن المقومات والأسس، التي یمكن استحضارها من أجل المواجهات والتحدیات، التي تفرضها القوى المهیمنة والمسیطرة على العالم. لاسیما في ظل الحسم للنتائج والذي جاء في أعقاب سقوط أحد طرفي المعادلة الدولیة للعلاقات. ملامح الضعف التي تطبق برؤاها وكوابیسها على العالم العربي- صارت من الحضور بحیث انعكست على مجال الخطاب، الذي بات یتصدره معطیات الهویة بطریقة ملحوظة. والواقع أن الاندراج الكثیف هذا، تكشفه حالة التردي والهوان، باعتبار الخطوات الواسعة التي اندرجت فیها المجتمعات الأخرى غیر العربیة، فیما ظل العرب قابعین في مجالهم یعیشون حالات الوهن، الذي یأبى مغادرتهم أو تركهم. وعلى هذا یكون المسار العربي وقد اتخذ خطه الخاص، انطلاقا من تقدیم أولویات البحث العمیق عن الذات، ومحاولة العمل ( 1)على ترصد نقاط الضعف والخلل، من أجل العمل على تلافي الأخطاء والتناقضات. ولكن یبقى السؤال الأهم یحضر حول هذا التفتیت الذي یعن على الذات، وكیف یمكن الإفلات من سطوة التبدید والهدر الكامن فیه.
Category
Journal articles