Document
الحضارات صدام أم حوار؟ جدلیات التطور الدائم
Publisher
وزارة الأوقاف و الشوؤن الدينية
Gregorian
2004
Language
Arabic
Subject
Member of
Resource URL
Citation
دياب، منى(2004). الحضارات صدام أم حوار؟ جدلیات التطور الدائم. مجلة التفاهم،(7)،11-1. استرجع من https://tafahom.mara.gov.om/storage/al-tafahom/ar/2004/007/pdf/15.pdf
Arabic abstract
هو موضوع شائك ومعقد في ظل عصر العولمة؛ لأَنَّ الصدام والحوار حالتان تشتركان في عناصرهما الأساسیّة في جدلیّة یحكمها:
- الوضع الاقتصادي.
- مجاورة المكان (الجغرافیة).
- توازن القوى.
- الفكر.
الاقتصاد هو المحرك الأَوَّل للحضارات، ومنه ینبعث الفكر المغیّر، وخیر شاهدٍ معاش"روسیا" التي تحولت من القیصریة إلى الشیوعیّة من تأمین البدیل للاقتصاد القیصري- الإقطاعي. وكذلك أوروبا بعد أن شعرت بأنها بدأت تضمحل أمام العولمة الأمیركیّة, بدأت بالتحرك نحو الاتحاد منذ 1956 یوم أعلنت السوق الأوروبیّة المشتركة، وأیقنت بأنّه لابد من الاستمرار في عملیة الاتحاد هذه وبلورتها للصمود في وجه الخطر الغربي حتى ظهور "الاتحاد الأوروبي" و"الیورو" یقول فرنسوا میتران: "أن أوروبا لا تحتاج إلى عملة موحدة بقدر حاجتها إلى ثقافة موحدة"( 1)، وهذا ما یحاول جاك شیراك أن یفعله لتفادي "الصدمة الثقافیّة" المتأتیة من هذا الاتحاد، وعلى صفحات نفس المصدر جاء "بأن شیراك كلّف عدداً من الباحثین لدراسة المناهج الفرنسیّة، وشدّ ما كانت دهشته كبیرة عندما عرف بأن الفرنسیین لا یدرسون "دانتي" الإیطالي و"جوته" الألماني و"شكسبیر"الإنجلیزي بل تعتمد المناهج فقط على الأدباء الفرنسیین "روسو" و"فولتیر" إذن أوروبا تعي خطر التشرذم الثقافي، فالاتحاد المؤلف من 12 دولة النمسا وسویسرا وفرنسا.. وله لغات مختلفة وأصول وأعراق مختلفة ومتباینة, له هدف وهذه الهالة البراقة لهذه البضائع: وأقرب مثل معاش على ذلك "البیبسي كولا " و"ماك دونالد" و"الجینز" الأمریكي... إلى تسویق شهرة أمیركا في التدخل بسیاسات العالم الداخلیّة وتغییر الحكومات حیثما أرادت ومتى أرادت وخوفاً من الوصول إلى هذه الأخیرة ثم ما یسمى الیوم "بالاتحاد الأوروبي"، ویبقى السؤال هل هذا الاتحاد هو اتحاد حضاري؟ أم اتحاد أمني؟ وهل یمكن لهذه الفسیفساء من الاستمرار في حمل البناء الأوروبي لمواجهة الخطر الأمریكي؟ هل هو ضرورة حتمیّة لمواجهة خطر خارجي؟ الحوار الأوروبي الذي أدى إلى هذا الاتحاد هو خیار حضاري في مواجهة خطر
موحّ د, وجوده ضرورة ظرفیّة، لذا لم یحدث هذا الائتلاف قبل الآن، وكلنا یعرف بأن أوروبا عبر التاریخ طحنت بعضها مئات المرات لحاجات اقتصادیّة: احتلال سهول لزراعة الحبوب( 3) أو تأمین ممرات عسكریة( 4) أو تأمین أسواق استهلاكیة لمنتجاتها( 5)؟ فإذا عدنا بالتاریخ إلى بدایة الحركة الإنسانیة وظهور الدیانة المسیحیّة نرى بأن أوروبا لم تتوحد انتصاراً لفكرة الدین الجدید بقدر ما توحدت في سبیل الاستیلاء على أسواق جدیدة في الشرق, فكما أن الوضع الاقتصادي هو الذي وحد أوروبا فإنه هو نفسه،الذي ساق الاستعمار إلى الهند وإلى آسیا؛ فالإنجلیز احتلّوا الهند لتأمین أسواق لمنتجاتهم، والاستیلاء على خیرات البلاد من المعادن ومنتوجات الأفاویة، ولیس لنشر الدین المسیحي؛ لأنهم أبقوا على الدیانة الهندوسیّة المسالمة التي انتصرت علیهم بقیادة "المهاتما غاندي". كما أن الاتحاد الأوروبي القدیم وتحت لواء "الحریة" استمر شمالي أفریقیا لا لینشر الحریة التي یمارسها في بلاده، أو لتخلیص البلاد من الهیمنة العثمانیة وبتركها تنعم بالحریّة، ولكن لیحل محل الاستعمار القدیم بشكل أقوى وأجلف, ویسلب البلاد خیراتها، ویطل منها على البحر الأحمر والبلاد العربیة التي طالما حلمت بها أوروبا بعد تقهقرها منها بعد حلول عصر التنویر، وبتغییر مقولة الحملات الصلیبیة التي نادت بنشر الدین المسیحي بالسیف قبل المحبة, من مقولة دینیّة إلى مقولة حضاریّة باسم المحافظة على حریّات الشعوب, دخل الاستعمار إلى المغرب العربي لیستفید من أكبر خط فحم حجري في العالم، ولإیجاد أكبر سوق استهلاكي في شمالي أفریقیا، فالعامل الاقتصادي نفسه، هو صدام وحوار, حوار بالنسبة للدول المتجاورة المتوازنة القوى، حین اتحدت لاحتلال أفریقیا، وهو عامل صدام حیث لا توازن قوى (أوروبا – أفریقیا)، فأذعنت أفریقیا للسیطرة الأوروبیّة.__
- الوضع الاقتصادي.
- مجاورة المكان (الجغرافیة).
- توازن القوى.
- الفكر.
الاقتصاد هو المحرك الأَوَّل للحضارات، ومنه ینبعث الفكر المغیّر، وخیر شاهدٍ معاش"روسیا" التي تحولت من القیصریة إلى الشیوعیّة من تأمین البدیل للاقتصاد القیصري- الإقطاعي. وكذلك أوروبا بعد أن شعرت بأنها بدأت تضمحل أمام العولمة الأمیركیّة, بدأت بالتحرك نحو الاتحاد منذ 1956 یوم أعلنت السوق الأوروبیّة المشتركة، وأیقنت بأنّه لابد من الاستمرار في عملیة الاتحاد هذه وبلورتها للصمود في وجه الخطر الغربي حتى ظهور "الاتحاد الأوروبي" و"الیورو" یقول فرنسوا میتران: "أن أوروبا لا تحتاج إلى عملة موحدة بقدر حاجتها إلى ثقافة موحدة"( 1)، وهذا ما یحاول جاك شیراك أن یفعله لتفادي "الصدمة الثقافیّة" المتأتیة من هذا الاتحاد، وعلى صفحات نفس المصدر جاء "بأن شیراك كلّف عدداً من الباحثین لدراسة المناهج الفرنسیّة، وشدّ ما كانت دهشته كبیرة عندما عرف بأن الفرنسیین لا یدرسون "دانتي" الإیطالي و"جوته" الألماني و"شكسبیر"الإنجلیزي بل تعتمد المناهج فقط على الأدباء الفرنسیین "روسو" و"فولتیر" إذن أوروبا تعي خطر التشرذم الثقافي، فالاتحاد المؤلف من 12 دولة النمسا وسویسرا وفرنسا.. وله لغات مختلفة وأصول وأعراق مختلفة ومتباینة, له هدف وهذه الهالة البراقة لهذه البضائع: وأقرب مثل معاش على ذلك "البیبسي كولا " و"ماك دونالد" و"الجینز" الأمریكي... إلى تسویق شهرة أمیركا في التدخل بسیاسات العالم الداخلیّة وتغییر الحكومات حیثما أرادت ومتى أرادت وخوفاً من الوصول إلى هذه الأخیرة ثم ما یسمى الیوم "بالاتحاد الأوروبي"، ویبقى السؤال هل هذا الاتحاد هو اتحاد حضاري؟ أم اتحاد أمني؟ وهل یمكن لهذه الفسیفساء من الاستمرار في حمل البناء الأوروبي لمواجهة الخطر الأمریكي؟ هل هو ضرورة حتمیّة لمواجهة خطر خارجي؟ الحوار الأوروبي الذي أدى إلى هذا الاتحاد هو خیار حضاري في مواجهة خطر
موحّ د, وجوده ضرورة ظرفیّة، لذا لم یحدث هذا الائتلاف قبل الآن، وكلنا یعرف بأن أوروبا عبر التاریخ طحنت بعضها مئات المرات لحاجات اقتصادیّة: احتلال سهول لزراعة الحبوب( 3) أو تأمین ممرات عسكریة( 4) أو تأمین أسواق استهلاكیة لمنتجاتها( 5)؟ فإذا عدنا بالتاریخ إلى بدایة الحركة الإنسانیة وظهور الدیانة المسیحیّة نرى بأن أوروبا لم تتوحد انتصاراً لفكرة الدین الجدید بقدر ما توحدت في سبیل الاستیلاء على أسواق جدیدة في الشرق, فكما أن الوضع الاقتصادي هو الذي وحد أوروبا فإنه هو نفسه،الذي ساق الاستعمار إلى الهند وإلى آسیا؛ فالإنجلیز احتلّوا الهند لتأمین أسواق لمنتجاتهم، والاستیلاء على خیرات البلاد من المعادن ومنتوجات الأفاویة، ولیس لنشر الدین المسیحي؛ لأنهم أبقوا على الدیانة الهندوسیّة المسالمة التي انتصرت علیهم بقیادة "المهاتما غاندي". كما أن الاتحاد الأوروبي القدیم وتحت لواء "الحریة" استمر شمالي أفریقیا لا لینشر الحریة التي یمارسها في بلاده، أو لتخلیص البلاد من الهیمنة العثمانیة وبتركها تنعم بالحریّة، ولكن لیحل محل الاستعمار القدیم بشكل أقوى وأجلف, ویسلب البلاد خیراتها، ویطل منها على البحر الأحمر والبلاد العربیة التي طالما حلمت بها أوروبا بعد تقهقرها منها بعد حلول عصر التنویر، وبتغییر مقولة الحملات الصلیبیة التي نادت بنشر الدین المسیحي بالسیف قبل المحبة, من مقولة دینیّة إلى مقولة حضاریّة باسم المحافظة على حریّات الشعوب, دخل الاستعمار إلى المغرب العربي لیستفید من أكبر خط فحم حجري في العالم، ولإیجاد أكبر سوق استهلاكي في شمالي أفریقیا، فالعامل الاقتصادي نفسه، هو صدام وحوار, حوار بالنسبة للدول المتجاورة المتوازنة القوى، حین اتحدت لاحتلال أفریقیا، وهو عامل صدام حیث لا توازن قوى (أوروبا – أفریقیا)، فأذعنت أفریقیا للسیطرة الأوروبیّة.__
Category
Journal articles