في السنوات القلیلة الماضیة، نشرت عشرات الدراسات المعمقة حول علاقة العرب بالغرب، والمثاقفة والاختلاف الثقافي، وحوار أو صراع الحضارات، ومستقبل الثقافات الوطنیة والقومیة في عصر العولمة و غیرھا. وبدا من خلال المؤتمرات والندوات العلمیة التي عقدت من أجل تلك الغایة أن صورة الغرب التي تبلورت سابقا لدى العرب من خلال انطباعات الرحالة، والترجمة التي لم تكن دقیقة في غالب الأحیان، والمقولات المجتزأة عن الفلسفات الغربیة، وقضایا الحریات الفردیة والعامة، ومشكلات بناء الدولة الحدیثة، وكیفیة استیعاب العلوم العصریة وتوطین التكنولوجیا ثم تطویرھا، وغیرھا باتت بحاجة إلى إعادة نظر جذریة في عصر العولمة والنظام العالمي الجدید. لكن اللافت للنظر أن الصورة المتبادلة بین الغرب والعرب، وبشكل خاص في الصحافة، والكتب المدرسیة، ووسائل الإعلام، كانت مشوھة إلى حد
بعید في الدول العربیة والغربیة معا.