تستند الحریة ببعدیها السیاسي والاقتصادي إلى عاملٍ مساعدٍ یتمثُّل في البیئة الأخلاقیة وقد لاحظ جیمس مادیسون، أحد الآباء المؤسسین، أنّ الناسَ الذین لا .(moralecology) یستطیعون ضبط مشاعرهم وعواطفهم في حیاتهم الخاصة، لن یكونوا قادرین على ضبط أنفسهم في المجال العام. ولا شكّ أنّ البشر قادرون على المراجعة والوصول للخیارات. بید أنهم یحتاجون لریاضة أنفسهم مدى الحیاة سعیاً لتطویر عادات التوازن والاتزان والشجاعة والتواضع، والفضائل الأخرى، التي تمكّنهم من الوصول لأحكامٍ هادئةٍ وجماعیة، والثبات من وراء تلك القرارات في الظروف الصعبة وتحت النار. وهكذا فإنّ ممارسة الحریة مَحْمیةٌ بحارسٍ أمینٍ متمثّل في العادات السلیمة. فالأمر كما تقول إحدى
الأناشید الأمیركیة الشهیرة: "اضبط نفسك ضبطاً ذاتیاً فتصبح الحریة قانوناً". الحریة بالنسبة للأفراد إذن هي نوعٌ من ضبط النفس أو التحكم في نوازعها؛ وذلك بوضع سائر الأعمال والتصرفات تحت انضباطیات التأمل والمراجعة والخیارات العقلانیة. ومعظم الناس قادرون على ممارسة هذا الانضباط، لكنْ عندما یكون المجتمع المحیط مُساعداً لهم في القیام بتلك المهمة الصعبة، یكبح جماحهم عندما یمضون بعیداً، ویشجعهم بالأمثلة النبیلة والاستحثاث الیومي عندما یترددون.