عندما نفكر في الشعبويّة Populism - بوصفها مصطلحاً - فإن أول ما يتبادر إلى الذهن: أي مصطلح يكون؟ وكم من الدلالات يحملها محتواه؟ وإلى أي مدى مؤثر تمارس فاعلياته دورها في الحياة السياسيّة؟ غير أن ما من مصطلح سياسي أثار هذا اللغط وتلك الشكوك مثلما حدث مع مصطلح الشعبويّة. وتثير تعدّدية الخطابات الشعبويّة اليمينيّة عدداً من الأسئلة حول أسباب النشأة والحضور المكثف والمؤرق للجماعات الشعبويّة على المستوى السياسي، وما تطرحه من رهانات خطابيّة قوميّة ودينيّة مدوية على الساحة العالميّة المعاصرة. وتأخذنا الأسباب وفوضى الرهانات والمزايدات إلى أسئلة أخرى تتعلّق بتداعيات المخاطر المحتملة مِنْ قِبل الشعبويّة اليمينيّة على التوجهات السياسيّة النظريّة والعمليّة معاً. ولعل محاولة الإجابة عن الأسئلة المثارة آنفاً تفسح مجالاً لقراءة نقدية واعية بظاهرة الشعبويّة على صعيد عالمنا المعاصر.