لقد شكل ادخال الثقافة ضمن أهداف التنمية المستدامة التي ترعاها اليونسكو، حدثا فيصليا. فقد أصبحت جزءا مهما ووسيلة رئيسة لبلوغ الأهداف التنموية التي وضعتها المنظمة. ذاك أنه حماية الثقافة وتطويرها تعمل بصورة مباشرة على بلوغ الهدف الحادي عشر من أهداف التنمية المستدامة والذي جاء في نصه " العمل على أن تكون المدن والمؤسسات البشرية مفتوحة للجميع، مرِنة ودائمة".
ولأن الثقافة سلوك اجتماعي ومعيار موجود في المجتمعات البشرية، فهي التي تميز مجتمع عن آخر في أشكاله المختلفة المادية منها وغير المادية، ويدخل التراث كمكون رئيس من مكونات الثقافات بنوعيه المادي وغير المادي ضمن دائرة الاهتمام في جهود التنمية المستدامة، هذا التراث الذي يمثل جزء لا يتجزأ من تاريخ الشعوب والحضارات الإنسانية، وبالتالي الحفاظ عليه هو حفاظ على خصوصية الثقافات الإنسانية التي معا تشكل الإنجاز الإنساني الكبير على هذه البسيطة. وتتمثل جهود اليونسكو في شان التنمية المستدامة ف المساهمة ف ترميم المباني الأثرية وإعادة تهيئة المباني الأثرية المهجورة،
مما يصنع فرصا لاستغلالها اقتصاديا لصالح مجتمعاتها، وهكذا.
وتهدف هذه الورقة إلى تتبع جهود سلطنة عمان في الحفاظ على التراث العماني وتفعيلها لهذا التراث ضمن برنامج التنمية المستدامة والذي يمثل جزء رئيسا من رؤية عمان 2040. وذلك من خلال مقدمة وثلاث محاور تتمثل في التالي:
1- علاقةالتراث بالتاريخ والهوية والتنمية المستدامة
2- تعريف التراث المادي واللامادي وأهميته في رؤية عمان 2040.
3- جهود سلطنة عمان في الحفاظ على التراث العماني بكل أنواعه وأبعاد هذه الجهود.
وف الخاتمة برزت عدد من النتائج التي وضحت العلاقة التكاملية بين التاريخ والتراث والهوية، والدور المحوري الذي يلعبه في التنمية المستدامة ليس على المستوى المحلي فقط، بل على المستوى الدولي كذلك. كما وضحت الورقة أن الهدف الأسمى من جهود السلطنة في الحفاظ على التراث ايمانها المستمر بالتنمية المستدامة في كافة مناحي حياة الانسان العماني، وربط تقدمه الحاضر بمنجزات أجداده. ويعمل ابراز التاريخ والتراث العماني خارجيا بوابة عبور لدعم القطاع السياحي والتعليمي في عمان? كذلك.