ربما يكون من الخطأ عد العولمة وليدة نهاية الحرب الباردة، وسقوط حائط برلين في نوفمبر 1989 ، وإن جاءت هذه النهاية وهذا السقوط بمثابة الإعلان العالمي الرسمي لتدشين رؤية جديدة للعالم، وترسيم ملامح عالم تبدو قسماته أخاذة، تشي بالطمأنينة والاستقرار، غير أن مجريات الأحداث والوقائع اليومية تطيح بالرؤية أو الحلم لتكرس كوابيسَ مقيتة، تقض مضاجع البشر في أنحاء العالم المختلفة. إن الرؤية المثبتة تاريخياً لدى الغرب تختلف عمّا يراه بقية العالم بالنسبة لنظام عالمي جديد، أو ما يمكن تسميته "عولمة"، إن هذه العولمة رُتب لها في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وهذا ما يعبّر عنه « ونستون تشرشل » بقوله : يجب تأمين حكومة عالمية تُعدّ تعبيراً عن الأمم التي لا تطمح لنفسها في شيء أكثر مما تملكه، فلو امتلكت شعوبٌ جائعة هذه الحكومة لصار الخطر قائماً، بينما ليس لدينا (الغرب) دوافع لامتلاك أكثر مما لدينا.