یواجه العالم الإسلامي في كل أرجائه مظاهر متشابهة تؤثر في الفكر السیاسي
والاجتماعي والاقتصادي وحتى الدیني، إلاّ أنّ العالم الإسلامي بما فیه الوطن العربي یفتقر إلى رؤیة جیواستراتیجیة واضحة وفاعلة تمكّنه من التعامل مع العالم غیر الإسلامي، وخاصة العالم الغربي، كما یفتقر إلى توجّه حضاري ودیني استیعابي للأدیان الأخرى، وكذلك لحضارات العالم الحدیث. إذا إنّ العالم الإسلامي وفي مجال بحثنا هنا لم یتمكن فعلاً من الاتفاق حول القضایا الإستراتیجیة الكبرى والأخذ بمواقف محددة من مشاریع مستقبلیة لمنطقتهم، أي الشرق الأوسط مثل مشروع النظام الشرق أوسطي أوالشراكة الأوروبیة، أوإستراتیجیة موحّدة تجاه منطقة الخلیج، كما أنّ المسلمین یختلفون في أكثر الأمور الإٌقلیمیة وحتى الداخلیة منها، كالموقف من الحركات الإسلامیة أوالغرب أوتحدید مفهوم الإرهاب أوحتى تحدید المصالح الدینیة والحضاریة والسیاسیة والاقتصادیة المشتركة، وبالتالي سیاسات الدول العربیة والإسلامیة حول القضایا العالمیة التي تهم العالم الإسلامي، أي العلاقات داخل النظام العالمي الجدید.