تحتوي نواة البلح على مستخلصات ذات قيمة عالية من المركبات الوظيفية، إلا أنها تستخدم في الوقت الحاضر بكميات قليلة، و يتم التخلص منها عادة أو استخدامها في تغذية الحيوان. وقد ثبت أن مركبات الفينول الموجودة في نوى البلح وبصورة رئيسية الأحماض الفينولية و مركبات الفلافونويد، لها خصائص مفيدة للصحة مثل مضادات للأكسدة وأنشطة مضادة للسرطان، ومضادة للميكروبات، ومضادات للطفور، ومضادات للالتهابات. يعتبر سرطان القولون والمستقيم المسبب الثاني الأكثر شيوعا للوفاة بالسرطان في العالم الغربي، كما وجد أن سرطان القولون هو الأكثر شيوعا بين الذكور في سلطنة عمان وفقا لتقرير الاصابة بالسرطان في سلطنة عمان العام ۲۰۱۰م.
هدفت هذه الدراسة إلى استكشاف تركيبة المغذيات النباتية الموجودة في مستخلص نوى البلح وتأثيرها على مرکب از وكسي ميثان المسرطن (AOM) المتسبب في أكسدة خلايا القولون في الفئران. وقد أظهرت النتائج أن مستخلص نوى البلح يحتوي على مغذيات نباتية قادرة على تثبيط الأكسدة التي تحدث كيميائيا في خلايا قولون الفئران، حيث لوحظ وجود تأثير وقائي ضد مركب ازوكسي ميثان المسرطن المتسبب في الأكسدة في خلايا قولون الفئران في الحيوانات التي تمت تغذيتها بمستخلص نوى البلح، كما لوحظ من خلال انخفاض ملحوظ في مستويات مركبي مالون دي ألدهيد (MDA) و أكسدة مركب ديكلوروفلورسین (DCF) في مجموعات الفئران التي تم حقنها بمركب ازوكسي ميثان المسرطن و تغذيتها بمستخلص نوى البلح نستخلص من هذه الدراسة أن نتائجنا تدعم فكرة احتواء مستخلص نوى البلح على مغذيات نباتية مضادة للسرطان، والتي بإمكانها الحد من الأكسدة التي تحدث كيميائيا في قولون الفئران. ويقترح مستقبلا إجراء المزيد من الدراسات لمعرفة مدى تأثير مستخلص نوى البلح اعتمادا على الجرعات، ومعرفة آلية الجزيئية الكامنة وراء الآثار الوقائية ضد مركب ازوكسي ميثان المسرطن المرتبط بالآثار المرضية لسرطان القولون ، كما ينبغي أيضا استكشاف سمية الخلية لمستخلص نوى البلح لتحديد مدى سلامة استخدامه كمكمل غذائي