مع النمو المستمر للأجهزة المحمولة والتي تجاوزت في ذلك أجهزة الكمبيوتر المكتبية، أصبحت هذه الأجهزة المحمولة بمثابة الكمبيوتر الشخصي لكثير من الناس. وفي السنوات القليلة الماضية، أصبحت هذة الأجهزة متطورة وقوية للغاية عما كانت عليه سابقا، وهي أيضا في تطور مستمر. في عصر الأجهزة المحمولة، لم يتمكن الناس من التواصل مع الآخرين وتبادل الأفكار معهم وحسب بل وأيضا من إكتساب المعرفة والحصول على المعلومات. ظهر التعلم بالمحمول نتيجة للثورة الكبيرة التي أحدثتها تطور الأجهزة المحمولة والإتصال اللاسلكي للإنترنت، وينظر العديد من الباحثين على أنه نهج واعد للتعلم خلال السنوات القادمة لموسسات التعليم المختلفة. ويضيف التعلم عن طريق الأجهزة المحمولة للمتعلمين إمكانية التنقل والتعلم بغض النظر عن الزمان والمكان؛ وذلك لسهولة التنقل التكنولوجيا ومحتوی التعلم على السواء.
تعتمد التطبيقات التعليمية في الأجهزة المحمولة على ثلاثة عناصر رئيسية والتي يجب أن تؤخذ بعين الإعتبار عند تصميم وتطوير أي تطبيق تعليمي، وهذه العناصر هي: المتعلم، تطبيقات الأجهزة المحمولة ومحتوى التعلم. وقد أكد العديد من الباحثين أن التعلم عن طريق الأجهزة المحمولة كنهج تعليمي جديد لا يكون فاعلا إلا إذا تم تصميم وتطوير هذه التطبيقات التعليمية بمعرفة تامة لنقاط القوة والضعف للتكنولوجيا المستخدمة، وأيضا دمج هذه التكنولوجيا في سياقات تعليمية مناسبة. توفير التعلم عن طريق الأجهزة المحمولة مع الوعي الكامل بمزايا وعيوب هذه الأجهزة المحمولة يضمن جودة العملية التعليمية للمتعلمين.
منذ ظهور وانتشار التعلم بالأجهزة المحمولة في أوساط المؤسسات التعليمية، ظهرت العديد من الدراسات والتي تهدف إلى تحسين هذا النهج الجديد للتعلم. تهدف هذه الأطروحة إلى إقتراح منهج تصميم متكامل للتطبيقات التعليمية في الأجهزة المحمولة، والذي يعالج النقص والعيوب التي تم إيجادها في طرق التصميم المقترحة سابقا. يتكون المنهج المقترح من ثلاثة مراحل: مرحة التهيئة، مرحلة تطوير التطبيق التعليمي وأخيرا مرحلة تصميم محتوى التعلم. وعلاوة على ذلك فإن هذا المنهج المقترح يسلط الضوء على ثلاثة عناصر رئيسية المتعلم والتكنولوجيا ومحتوى التعلم. تم تقييم جدوى المنهج المقترح عن طريق تطوير تطبيق تعليمي وذلك بإستخدام خطوات المنهج المقترح. وأخيرا تم مقارنة منهج التصميم الجديد مع المناهج السابقة لإظهار نقاط القوة والمحددات التي عالجها المنهج المقترح. وتشير نتائج هذه الدراسة أن منهج التصميم المقترع قد نجح في معالجة نقاط الضعف التي تم إيجادها في مناهج التصميم الموجودة مسبقا. بالإضافة إلى ذلك فإن المنهج الجديد قد تفوق على مناهج التصميم الموجودة مسبقا في تصميم محتوي التعلم بما يتناسب وطبيعة الأجهزة المحمولة، وتوفير طريقة متكاملة وسهلة التنفيذ لتصميم وتطوير التطبيقات التعليمية للأجهزة المحمولة.