في معرض مناقشته لأطروحة صمویل هنتنغتون حول "صدام الحضارات"، یقول فرتز في كتابه الصادر عام 2001 عن المعهد الألماني ببیروت، بعنوان: F. Steppat شتبات إنّ الغرب الأوروبي ما عرف الإسلام والمسلمین " Islam als Partner : الإسلام شریكاً باعتبارهم خصوماً أو منافسین وحسب؛ بل عرفهم أیضاً، وفي الماضي والحاضر، باعتبارهم شركاء في الثقافة الدینیة والحضاریة والكلاسیكیة. كما عرفهم باعتبارهم ثقافة عالمیةظهر للعنایة بها ودراستها علمٌ خاصٌّ سُ مّي بالاستشراق". وهناك عربٌ ومسلمون كثیرون الیومَ یحملون على الاستشراق حملةً شدیدة، لكنّ أحداً من الجیلین السابقین ما كان یُنكرُ إسهامات المستشرقین في التعریف بالإسلام باعتباره دیانةً عالمیة كبرى، واعتبار ثقافته التاریخة حقیقةً بالاهتمام والدراسة. بل إنّ كثیرین من العرب والمسلمین أفادوا من طریق التعلُّم لدى المستشرقین، أو من طریق قراءة دراساتهم، على المناهج الحدیثة في كتابة التاریخ الإسلامي، والعمل في مجال الدراسات الإسلامیة بشكلٍ عام.
وقد ذكر الدكتور محمد عوني عبد الرؤوف، الذي درس لدى المستشرق ألبرت دیتریش في الستینات، في كتابه الصادر أخیراً بعنوان: "جهود المستشرقین في التراث العربي بین وأضاف: Steppat التحقیق والترجمة" (المجلس الأعلى للثقافة، 2004 ) ما ذكره شتبات"بدلاً من لعن المستشرقین، تعالوا نستعرض ما قدّموه نشراً ودراسة، ونرى كیف یمكن الإفادة منه".