وثيقة

النقاش الأول في التسامح و التعصب في الفكر العربي الحدیث

الناشر
وزارة الأوقاف و الشوؤن الدينية
ميلادي
2005
اللغة
العربية
الموضوع
zcustom_txt_2
عصفور، جابر(2005). النقاش الأول في التسامح والتعصب في الفكر العربي الحدیث. مجلة التفاهم،(12)،5-1. استرجع من https://tafahom.mara.gov.om/storage/al-tafahom/ar/2005/012/pdf/03.pdf
الملخص العربي
یبدو أنّ العلاقة بین مفهومي التسامح والتعصب لیست علاقة تضاد حدي فحسب، وذلك بما یجعل من حضور أحدهما نفیاً لحضور الآخر، وإنّما هي علاقة تولّد في بُعدٍ من أبعادها الذي یتجاور فیه التضاد والتولد؛ لكن من منظور التعاقب السیبي الذي یغدو به غیاب التسامح، وهیمنة التعصب إلى درجة الكارثة باعثاً جذریَّاً على البحث عن نقیضه الذي یغدو تریاقاً له، ووسیلةً حاسمةً في المقاومة والمواجهة وعلاج الآثار التدمیریة على السواء. وقد تعلمنا من المتحمسین للجدلیة التاریخیة أنّ كل ظاهرة تنطوي على نقیضها، وأنّ اللحظات التاریخیة المعتمة، أو حتى حالكة الظلمة، لا تخلو من بصیص ضئیل من الضوء الذي ینفذ عبر الثغرات، ویؤكد حضوره كالأمر الذي یطرحه مبدأ الرغبة في وسط السطوة القاهرة القمعیة لمبدأ الواقع. ومعروفٌ تاریخیا أمر الحروب الدینیة التي ترتبت على حركات الإصلاح الدیني في أوروبا، وما اقترنت به هذه الحركات من تعددیة مذهبیة، أفضى التعصب إلى كوارث دفعت على التفكیر في مواجهة لها، والبحث عن خلاص من آثارها المدمرة التي حفرت حضورها الدامي في الوعي الأوروبي في القرن الخامس عشر. وكان مفهوم " التسامح " نتیجةً لهذا الحضور الدامي ومواجهةً له، مواجهة بدأت بسیطة، مهمشة، مقموعة، لكنها لم تلبث بفعل التراكم والإلحاح أن تحولت إلى حركة فكریة، بدأت من المعتقد الدیني، وبسبب الصراعات المقترنة بتأویلاته وفهم نصوصه، ولكنها لم تقتصر علیه، أو تنحصر في مداره المغلق. -ففارقته إلى غیره من مجالات الحیاة السیاسیة والاجتماعیة والفكریة والإبداعیة. وكانت النتیجة انتقال المفهوم من مرحلة النشأة الدینیة التي انبسطت عبر القرنین السادس عشر والسابع عشر إلى التطور والشیوع الأوسع في المرحلة المدنیة لمفهوم التسامح الذي انطلق من القرن الثامن عشر، متلازماً مع الدعوات اللیبرالیة والأحلام الدیمقراطیة المقترنة بصعود الطبقة الوسطى من ناحیة، وازدهار حركة الأنوار فیما یعرف بعصر العقل من ناحیة ثانیة، وسعي الفلاسفة والمفكرین الدائب إلى تأسیس الدولة المدنیة، المستقلة تماماً عن الدولة الدینیة والسلطة الدینیة على السواء، والقائمة على مبدأ الفصل بین السلطات واحترام التعددیة التي یلزم عنها حق الاختلاف. وفي الوقت نفسه، مبدأ تداول السلطة وتدویر النخب. وهو المبدأ الذي لم ینطلق تنفیذه إلا مع ترسخ الممارسات الدیمقراطیة، والاستقلال الكامل عن السلطة الدینیة، خصوصاً في توجهها المذهبي الذي لا یخلو التعصب له من قمع المغایرة.
قالب العنصر
مقالات الدوريات

مواد أخرى لنفس الموضوع

مقالات الدوريات
2
0
الحفيان, فيصل.
وزارة الأوقاف والشؤون الدينية.
2020
مقالات الدوريات
0
0
السالمي, عبد الرحمن.
وزارة الأوقاف والشؤون الدينية.
2020
الرسائل والأطروحات الجامعية
6
2
الكاسبي, سلطان بن علي.
جامعة نزوى.
2021
مقالات الدوريات
1
0
الربيعو, تركي علي.
وزارة الأوقاف و الشوؤن الدينية
2005
مقالات الدوريات
0
0
السيد, رضوان.
وزارة الأوقاف و الشوؤن الدينية
2003
مقالات الدوريات
0
0
العجلوني, إبراهيم.
وزارة الأوقاف و الشوؤن الدينية
2003