إنّ القضیة الإنسانیة الكبرى المطروحة بقوة هي: كیف كانت العلاقات الإنسانیة في ظل المجتمعات التي كانت تضم أعداداً كبیرة من شعوب تنتمي إلى أصول دینیة وإثنیة مختلفة؟ المحطة الأولى هي الإغریق و البرابرة: كل من هو غیر إغریقي فهو بربري. روما الوثنیة تجاوزت الدول - المدن الیونانیة في كبریائها وازدرائها للعالم المحیط بحدودها:
بالنسبة للمواطن الروماني: البربري هو رجل یتكلم لغة غیر مفهومة، ومن ثم فهو ینتمي إلى حضارة بدائیة. ومع زوال الإمبراطوریة الرومانیة الوثنیة ظهرت الإمبراطوریات الكبرى القائمة على الأسس الدینیة سواء في الشرق أو في الغرب. في ظل هذه الإمبراطوریات كل عنصر لا ینتمي إلى المجموعة المسیطرة، مهما كانت طبقتها، تُعرّض إلى اضطهاد نفسي- دیني یقارب حد الاحتقار