وثيقة
الترجمة بین النقل و التأویل
الناشر
وزارة الأوقاف و الشوؤن الدينية
ميلادي
2005
اللغة
العربية
الموضوع
المجموعة
URL المصدر
zcustom_txt_2
سلامة، يوسف(2005). الترجمة بین النقل والتأویل.مجلة التفاهم،(11)،9-1. استرجع من https://tafahom.mara.gov.om/storage/al-tafahom/ar/2005/011/pdf/14.pdf
الملخص العربي
لو شاء المرء أن یكتب تاریخاً للترجمة لما كان تحقیق مثل هذا الأمر شیئاً میسوراً، ولربما كان إنجازه -بالمعنى العلمي الدقیق- أمراً متعذراً من حیث المبدأ. ذلك لأن تاریخ الترجمة هو، بمعنى ما تاریخ الإنسانیة ذاتها، أو هو على الأصح تاریخ مقترن باللحظة التي أدركت فیها الإنسانیة وعیها بذاتها ف"الوعي بالذات", هو وعي "بالآخر", وعي بالاختلاف والمغایرة، وعي بآخریة یستعصي على الذات أن تبلغها مباشرة، وهو ما یكشف للذات الواعیة بذاتها عن حاجتها إلى "وساطة" بینها وبین "الآخر"، هذا "الآخر" الذي یظل مستعصیا على الفهم، على فهم الذات له، ما لم تتحقق تلك "الوساطة" المتمثلة
في نقل الآخر أو ترجمته أو تأویله، إلى شيء یمكن ل "الوعي بالذات" أن یتعرف على نفسه -ولو جزئیا- فیه. وهذا الوعي الآخر بدوره - الذي ینطوي على وعي مماثل بالذات- یقف عاجزا عن التعرف على "الآخر" أو التعرف على "الذات" في "الآخر" إلا عبر تلك الوساطة" بین هذین الوعیین اللذین یمكن النظر إلى كل منهما على أنه "وعي بذاته" وعلى أنه "آخریة" من غیر أن یستطیع هذا "الوعي المزدوج" الاهتداء إلى ذاته في آخریته إلا عبر معجزة تقرب الوعیین من بعضهما، من غیر أن توحد فیما بینهما ولكنها تجعلهما قادرین على الدخول في تجربة مشتركة، أو على الانخراط في ضرب من التفاعل الخلاق، دون أن یفقد أي منهما هویته الذاتیة التي هي عین الوجود الذاتي، الذي مهما اقترب من الآخر" فإنه یظل مطابقاً لذاته داخل كل تحولاّته وتقلباته.
في نقل الآخر أو ترجمته أو تأویله، إلى شيء یمكن ل "الوعي بالذات" أن یتعرف على نفسه -ولو جزئیا- فیه. وهذا الوعي الآخر بدوره - الذي ینطوي على وعي مماثل بالذات- یقف عاجزا عن التعرف على "الآخر" أو التعرف على "الذات" في "الآخر" إلا عبر تلك الوساطة" بین هذین الوعیین اللذین یمكن النظر إلى كل منهما على أنه "وعي بذاته" وعلى أنه "آخریة" من غیر أن یستطیع هذا "الوعي المزدوج" الاهتداء إلى ذاته في آخریته إلا عبر معجزة تقرب الوعیین من بعضهما، من غیر أن توحد فیما بینهما ولكنها تجعلهما قادرین على الدخول في تجربة مشتركة، أو على الانخراط في ضرب من التفاعل الخلاق، دون أن یفقد أي منهما هویته الذاتیة التي هي عین الوجود الذاتي، الذي مهما اقترب من الآخر" فإنه یظل مطابقاً لذاته داخل كل تحولاّته وتقلباته.
قالب العنصر
مقالات الدوريات