تتحدد مشكلة الدراسة في محاولة التعرف على الأبعاد الاجتماعية في الخطة التنمية الخمسية التاسعة (2016-2020)، باعتبار أنها الخطة الأخيرة من سلسلة الخطط في استراتيجية التنمية الثانية طويلة المدى، وأن السلطنة بصدد إعداد استراتيجية التنمية الثالثة طويلة المدى (2020 2040)، وهو ما يستدعي ضرورة الوقوف على استراتيجية التنمية الثانية طويلة المدى (1995- 2020) والخطط الخمسية التي تضمنتها، وقياس مدى اهتمامها بالأبعاد الاجتماعية للتنمية. وعليه تهدف الدراسية الراهنة إلى تحليل الأبعاد الاجتماعية في خطة التنمية الخمسية التاسعة. ويتفرع من هذا الهدف عدة أهداف فرعية هي: تحليل مكونات الخطة التنمية الخمسية التاسعة وأبعادها، والتعرف على منهجية إعداد الخطة الخمسية التاسعة، إضافة إلى رصد عناصر البعد الاجتماعي في خطة الخمسية التاسعة، وإلقاء الضوء على آليات التنفيذ والتقييم والمتابعة في خطة التنمية الخمسية التاسعة. تعد الدرسة الراهنة دراسة وصفية تحليلية، اعتمدت على أسلوب تحليل المضمون، الذي تم تطبيقه على وثيقة الخطة الخمسية التاسعة (2016 2020) بسلطنة عمان. وقد توصلت الدراسة إلى جملة من النتائج، وفيما يلي تلخيصها: المحور الأول: التحليل مكونات الخطة الخمسية التاسعة وأبعادها"، حيث أوضحت النتائج أن أهداف الخطة شملت العديد من الأبعاد التنموية، وتبين من تحليل مضامين الخطة أنها تتميز بالدقة والوضوح، والواقعية والمرونة، وتفعيل المشاركة الشعبية في إعداد الخطة، والحرص على الاستفادة من التجارب الدولية الناجحة، والاعتماد على منهجية علمية في توفير الخدمات للمواطنين. وظهر في العديد من بنود الخطة أنها تراعي البعد الإقليمي للتنمية، تحرص على ضرورة توزيع ثمار التنمية بشكل عادل على جميع المحافظات. وفي المحور الثاني: " منهجية إعداد الخطة الخمسية التاسعة "، أظهرت النتائج أن المصادر التي اعتمدت عليها الخطة تتنوع بين مصادر مكتبية تمثلت في نتائج تقييم ما تم إنجازه في ضوء الخطط السابقة، وبعض دراسات تقييم الأداء الاقتصادي وغيرها، ومصادر بشرية تمثلت في الخبراء الدوليين، والحوار مع الوزارات والأكاديمين والشباب وغيرها. وفي المحور الثالث: " رصد عناصر البعد الاجتماعي في خطة التنمية الخمسية التاسعة" أشارت النتائج أن نسبة تمثيل البعد الاجتماعي في الخطة الخمسية التاسعة 28%، وهي نسبة جيدة، تعبر عن الاهتمام بالبعد الاجتماعي للتنمية، وأخذه في عين الاعتبار أثناء وضع الخطط التنموية. كما أظهرت نتائج التحليل أن أكثر الفئات الاجتماعية التي ركزت عليها الخطة هي فئة الشباب. كما استهدفت الخطة بعض الفئات الاجتماعية في مقدمتها المرأة والطفل. أما عن الأبعاد الاجتماعية التي ركزت عليها الخطة فتمثلت في: بعد الباحثين عن عمل، وبعد التنمية الاجتماعية الشاملة، وبعد تنمية المجتمعات المحلية، وبعد تعزيز الدور المحوري للشباب، وبعد الحياة الثقافية والهوية والمواطنة. وفي المحور الرابع حول: " آليات التنفيذ والتقييم والمتابعة في خطة التنمية الخمسية التاسعة "، اتضح أنه قد تم استحداث برنامج "تنفيذ" لكي يكون الوحدة المسؤولة عن تنفيذ الخطة ومتابعة تنفيذ برنامج تعزيز التنويع الاقتصادي. وشملت آلية المتابعة والتقييم في الخطة التاسعة إجراء تقييم لمنتصف الخطة الخمسية التاسعة وذلك في عام 2018، بهدف التعرف على ما تم تحقيقه والمعوقات التي تعترض سير برامج الخطة.