منذ أن أطلق محمد إقبال (ت 1357 ه / 1938 م) في محاضراته الشهیرة -ثلاثینات القرن الماضي- مصطلحَ التجدید الإسلامي المؤسِّسَ لفهم معاصر للدین تأكّد تحقُّق تطوّر نوعيّ في فكر المسلمین الدیني. كانت الإضافة التي میّزت خطاب التجدید هي إكسابه دلالة تفصله نهائیا عن مفهومین سائدین كثیرا ما اعتُبرا مرادفین له: الاجتهاد والإصلاح. أهمیة التجدید عند إقبال كامنةٌ من جهة أولى في الدائرة التي رسمها له والتي تتجاوز المجال الفقهي الذي ینكبّ علیه المجتهد والمجال المؤسسي السیاسي الذي اعتنت به المدرسة الإصلاحیة. ما اقتضاه مجال التجدید عند إقبال تمثّل في مراجعات فكریة وعقدیة أعادت
النظر في مسائل كبرى كالوحي والنبوّة والدین والزمان والمعرفة والإنسان. من جهة أخرى كان التجدید عنده ممنهجا بطریقة یعسر اعتبارها مقطوعةً عن جذورها الإسلامیة رغم أن همّها الأساسي بقي الإجابة عن متطلبات الفكر وكشوفات المعرفة الإنسانیة في لحظتها الحدیثة. من ثم كان التجدید أفقا مغایرا أثراه التفاعل مع الآخر لكن غایته كانتحفز المسلم على الوعي بذاته