قال فریدریش ماینكه F . Meinecke- صاحب الكتاب المشهور (ظهور التاريخانية)-: إنه لولا- غوته Goethe لما كان رانکه L. Ranke - وغوته هو الشاعر الرومانسي والتنويري الألماني الكبير، أما رانکه فهو زعيم المدرسة التاريخية الألمانية في أواسط القرن التاسع عشر. وما يقصده ماینکه ربط المذهب الألماني والأوروبي الحديث بشأن فكرة التاريخ، وطرائق كتابته بالنزوع التنويري الذي تكون في القرن السابع عشر، ونضج في القرن الثامن عشر في سائر أنحاء أوروبا الغربية. ولكي تتكون لدينا إشارات عما يقصده مؤرخ التاريخانية - التي سنعود إلى فلسفتها ومراميها- نستعرض أسماء أعلام وشخصيات ذكرها ماينكه باعتبارها تمهیدات لتاريخانية القرن التاسع عشر. ففي الفصل الأول من الكتاب تحت عنوان: الممهدون، يذكر الكاتب من أعلام القرن السابع عشر كلا من شيفتسبري ولايبنتز وأرنولد وفيكو. ثم يخصص فصلا لفوليترVoltaire وفصلا آخر المونتيسكيو Montesquieu، وفصلا رابعا التفكير التاريخي لدى الإنسانويين الفرنسيين بعد فولیتر ومونتيسكيو هم تیرغوTurgot وكوندورسيه Condorcet ودیدروDiderot وروتو Rousseau وبولانجيه.. الخ. وفي الفصل الخامس يتحدث عن التفكير النهضوي في الكتابة التاريخية الإنجليزية؛ فيذكر كلا من ديفيد هيوم Hume وغيبون Gibbon وروبرتسون Robertson، ثم يخص الفصل السادس لمن سماهم الممهدين للرومانسية الإنجليزية وأهمهم فيرغسون Ferguson و(Burke) .