Document
التجدید الفكري الإسلامي : مقاربة نقدیة
Publisher
وزارة الأوقاف و الشوؤن الدينية
Gregorian
2006
Language
Arabic
Subject
Member of
Resource URL
Citation
الخطيب، معتز(2006). التجدید الفكري الإسلامي : مقاربة نقدیة. مجلة التفاهم،(14)،1-8.استرجع من https://tafahom.mara.gov.om/storage/al-tafahom/ar/2006/014/pdf/13.pdf
Arabic abstract
یثیر الحدیث عن "التجدید الفكري" عددًا من الإشكالات نوضحها قبل الحدیث في التجدید نفسه. فالحدیث عن "التجدید"، ابتدأ منذ خمسینات القرن الماضي، وكان قد سبقه حدیثٌ عن الإصلاح" والنهضة منذ القرن التاسع عشر، وكان یحدو تلك النهضةَ سؤالٌ محیر ومؤلم یحرص على المقایسة مع الغرب للحاق بركبه، كان ذاك هو سؤال: لماذا تقدم الغرب؟ وهو السؤال الذي تحول مع شكیب أرسلان في مطلع القرن العشرین إلى: لماذا تأخر المسلمون وتقدم غیرهم؟، لینقلب مع أبي الحسن الندوي في منتصف القرن نفسه إلى: ماذا
خسر العالم بانحطاط المسلمین؟ وصولاً إلى سؤال مطلع القرن الواحد والعشرین: "لماذا أخفقت النهضة؟". فمع هذا التاریخ المدید وتزاحم أطروحات الإصلاح والنهضة ثم التجدید، نشأ لدینا ما سمي بالمدرسة الإصلاحیة، ثم ما سمي بالخطاب التجدیدي، مع ذلك كله بقي مفهوم التجدید مفهومًا إشكالیا بطبیعته، یعسر تحدیده وضبطه، وهذا بالضبط ما دفع إلى رفضه لدى تیار یصعب التهوین من شأنه، منذ بدایة نشأة خطاب التجدید وحتى الآن، وكان
التساؤل المركزي لذلك التیار هو: ماذا تریدون أن تجددوا؟ بل إن أحد العلماء المعاصرین كان قد تساءل مستنكرًا: هل تریدون أن تأتوا بقرآن جدید وسنة جدیدة؟! مشاریعُ كثیرة قدمت، أثْرَتْ خطاب التجدید، لم یكن من بُدّ بعدها سوى الاعتراف بأن مفهوم التجدید مفهوم إشكاليّ، یولّد بذاته خطابات متنوعة.
أما الحدیث عن "الفكري" –وهي الكلمة الثانیة من العنوان- فیعیدنا إلى مشكلة أخرى مع ذلك التیار السابق ذكره، والرافض للتجدید، فما هو الفكر؟ ومن هو المفكر؟ وقد كتب صاحب السؤال الاستنكاري السابق( 1) عن تجدید القرآن والسنة، كتب یسخر من المفكر" بوصفه ذلك الإنسانَ الذي یتكلم بمعزل عن علوم الشرع، وبمعرفة سطحیة بالفقه الإسلامي الذي یعتبره أساس الدین. ومن هنا عُنیت بسؤالٍ معرفي حول فكرة "الجمع بین الفقه والفكر" عبر نتاج لا بأس به من خلال دراسات (الإسلام وقضایا العصر التي أُشرف علیها وإذا كنا أشرنا إلى أن ثمة رصیدَ تجربةٍ تاریخیّة كبیرة لخطاب التجدید، وأن ثمة مفهومًا إشكالیا للتجدید- فإن الحدیث عن منهاج وآلیات یصعب أن یقدمه فرد، فضلًا عن شخص مثلي، فمشروع التجدید هو حركة تاریخیة متراكمة لا تتم في العقل فقط، ولا بمعزل عن التاریخ والتجربة، وحتى التآلیف العلمیة إنما تعكس حركة المجتمع وواقعه، فلا بد من أن یقف التجدید على ذلك الرصید كله، وأن یعكس تفاعل الفكر مع العصر ومنجزاته وقضایاه وأسئلته، في رؤى مركبة –أفرادًا ومجالاتٍ-. وبهذا المعنى فالتجدید یبحث في مستقبل هذه المجتمعات وتصحیح حاضرها وائتلاف الفكر مع الواقع والموروث، دون توفیقیة ولا تلفیقیة، وبعیدًا عن فكر المقارنات. إنه بحث في تجدید رؤیتنا لذواتنا وللعالم.
خسر العالم بانحطاط المسلمین؟ وصولاً إلى سؤال مطلع القرن الواحد والعشرین: "لماذا أخفقت النهضة؟". فمع هذا التاریخ المدید وتزاحم أطروحات الإصلاح والنهضة ثم التجدید، نشأ لدینا ما سمي بالمدرسة الإصلاحیة، ثم ما سمي بالخطاب التجدیدي، مع ذلك كله بقي مفهوم التجدید مفهومًا إشكالیا بطبیعته، یعسر تحدیده وضبطه، وهذا بالضبط ما دفع إلى رفضه لدى تیار یصعب التهوین من شأنه، منذ بدایة نشأة خطاب التجدید وحتى الآن، وكان
التساؤل المركزي لذلك التیار هو: ماذا تریدون أن تجددوا؟ بل إن أحد العلماء المعاصرین كان قد تساءل مستنكرًا: هل تریدون أن تأتوا بقرآن جدید وسنة جدیدة؟! مشاریعُ كثیرة قدمت، أثْرَتْ خطاب التجدید، لم یكن من بُدّ بعدها سوى الاعتراف بأن مفهوم التجدید مفهوم إشكاليّ، یولّد بذاته خطابات متنوعة.
أما الحدیث عن "الفكري" –وهي الكلمة الثانیة من العنوان- فیعیدنا إلى مشكلة أخرى مع ذلك التیار السابق ذكره، والرافض للتجدید، فما هو الفكر؟ ومن هو المفكر؟ وقد كتب صاحب السؤال الاستنكاري السابق( 1) عن تجدید القرآن والسنة، كتب یسخر من المفكر" بوصفه ذلك الإنسانَ الذي یتكلم بمعزل عن علوم الشرع، وبمعرفة سطحیة بالفقه الإسلامي الذي یعتبره أساس الدین. ومن هنا عُنیت بسؤالٍ معرفي حول فكرة "الجمع بین الفقه والفكر" عبر نتاج لا بأس به من خلال دراسات (الإسلام وقضایا العصر التي أُشرف علیها وإذا كنا أشرنا إلى أن ثمة رصیدَ تجربةٍ تاریخیّة كبیرة لخطاب التجدید، وأن ثمة مفهومًا إشكالیا للتجدید- فإن الحدیث عن منهاج وآلیات یصعب أن یقدمه فرد، فضلًا عن شخص مثلي، فمشروع التجدید هو حركة تاریخیة متراكمة لا تتم في العقل فقط، ولا بمعزل عن التاریخ والتجربة، وحتى التآلیف العلمیة إنما تعكس حركة المجتمع وواقعه، فلا بد من أن یقف التجدید على ذلك الرصید كله، وأن یعكس تفاعل الفكر مع العصر ومنجزاته وقضایاه وأسئلته، في رؤى مركبة –أفرادًا ومجالاتٍ-. وبهذا المعنى فالتجدید یبحث في مستقبل هذه المجتمعات وتصحیح حاضرها وائتلاف الفكر مع الواقع والموروث، دون توفیقیة ولا تلفیقیة، وبعیدًا عن فكر المقارنات. إنه بحث في تجدید رؤیتنا لذواتنا وللعالم.
Category
Journal articles