"الفقه الإسلامي في عالم متغير" كان الإطار الذي جمع بحوث ومناقشات الدورة العاشرة من ندوة تطور العلوم الفقهية في عمان» (5-8 جمادى الأولى 1432هـ، 9-12 أبريل 2011م)، وهي الندوة الفقهية المتخصصة التي تقيمها سنويا وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في السلطنة. شارك في الندوة ما يقرب من مائة عالم ومفكر وباحث من أنحاء مختلفة من العالم، وقدم فيها نحو (36) بحثا على مدى أربعة أيام.
والعنوان الذي خصت به الدورة العاشرة هذه عنوان دال؛ لجهة إرادة الزج بالعقل الفقهي في المتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، وهي متغيرات شاملة تثير العديد من المشكلات التي قد تصادم نظا أو موروثا، ومن ثم فهي تقتضي إعمال العقل الفقهي فيها. والعنوان دال لجهة أخرى، وهي جهة الخروج من الإطار الجزئي والتقني الذي قد العقل والتفكير الفقهي في عصور الانحطاط، ولذلك فإن الندوة حاولت تشغيل الجانب الفقهي من التغيرات التي يشهدها عالمنا، كما حاولت الضغط على فقيه اليوم لأن يتحمل مسؤولياته، ويتجاوز الانشغالات القاصرة والجزئية التي اعتاد أن ينشغل بها ليرتقي إلى مستوى العالم الذي يعيش فيه وينهض للتجاوب مع تحدياته والإجابة على إشكالاته.