تعتبر بم صغيرة بالنسبة لمساحتها مقارنة مع أصفهان، غير أنها تعتبر أكبر مركز سكني على الأطراف الجنوبية لداشت إلوت إحدى أكبر الصحاري الإيرانية الواقعة جنوبا. وتم هي عاصمة شهرستان، ولها تاريخ طويل عرف عدة تحولات، حيث تقع تم على الطريق المؤدية من غرب إيران إلى الهند والتي تربط أيضا بين أقاليم فارس و کرمان غربة وإقليم سجستان شرقا. إضافة إلى هذا تتصل بم عبر جروفت جنوبا بساحل الخليج الفارسي. أسست بم قبل الإسلام، وقد عرفت عصرها الذهبي في القرن العاشر لما كانت إحدى العواصم الإقليمية الخمسة الأراضي کرمان . وكانت ضمن ثلاث مدن كبيرة: أبارك، ريان، ودرزين، بأراضيها الداخلية وهي كلها تقع ما بين تم وکرمان، وتدار منها . ولذا يعطينا الجغرافيون العرب من القرن العاشر، خاصة منهم المقدسي، فكرة جيدة عن الأهمية الاقتصادية لتم في تلك الفترة التاريخية، يكتب عنها المقدسي بقوله: «بم مركز إقليمي ممتع وشاسع عاصمة إقليمية طريفة وشاسعة يتميز سكانها بخبرتهم ومهارتهم هي سوق يجلب الزوار من مناطق جد بعيدة و الثوب المنسوج هنا معروف في شتى البلدان - الأقطار- المدينة مشهورة في كل أرجاء العالم الإسلامي و (للمدينة صيت) وهي مصدر فخر واعتزاز لبلدها جل سكانها حاكة وتنتج أغلب الثياب المصدرة من بم في قرية كبيرة تقع بالقرب منها.