يعد الجنوح ظاهرة اجتماعية قديمة قدم التاريخ، فقد عانت منها المجتمعات الإنسانية، وأسهمت للتغيرات والتطورات التي يشهدها المجتمع العماني، في تفاوت أعداد الأحداث الجانحين، حيث أضحى من الأهمية بمكان التطرق لدراسة ظاهرة جنوح الأحداث وما يرتبط بها من مؤسسات إصلاحية تسعي لتأهيل وتقويم الأحداث الجانحين في المجتمع العماني هدفت الدراسة الراهنة إلى التعرف على مدى إدراك الأحداث الجانحين للوائح التنظيمية والإجراءات المتبعة للتأهيل قبل الإفراج عنهم، بالإضافة إلى الكشف عن طبيعة برامج التأهيل التي تقدمها دائرة شؤون الأحداث ومدى ملائمتها للأحداث الجانحين وفقا لمتغيرات العمر، الجنسية، المستوى التعليمي، مكان الإقامة، نوع الجريمة المرتكبة، العمر عند الدخول للمؤسسة مدة الحكم، عدد مرات الدخول للمؤسسة، كما سعت لمعرفة مدى رضا الأحداث الجانحين عن دائرة شؤون الأحداث في سلطنة عمان وتحديد آليات مواجهة الصعوبات التي تعاني منها دائرة شؤون الأحداث في سلطنة عمان من وجهة نظر الأحداث الجانحين. واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي كأساس لتحليل البيانات، وتم الاعتماد على أداة الاستبيان لجمع البيانات من عينة البحث البالغ عددها (۳۹) حدثا جانحة مودعين في الدور التابعة الدائرة شؤون الأحداث في محافظة مسقط وقد توصلت الدراسة إلى العديد من النتائج أهمها: - إن القوانين واللوائح التنظيمية والإجراءات المتبعة التأهيل تعد واضحة ومفهومة من قبل الأحداث الجانحين. - حرص الدائرة على انضمام الأحداث الجانحين لبرامجها التأهيلية المختلفة وفقا لاستجابات المبحوثين؛ وذلك إيمانا منها بدور البرامج التأهيلية في تخفيض معدلات العودة للجريمة من خلال التقليل من أثر العوامل السلبية المحفزة للانحراف. - مراعاة الدائرة الفوارق العمر عند تعاملها مع الأحداث الجانحين، الأمر الذي يعد مطلبة ضرورية؛ نظرا للاختلافات المترتبة على اختلاف العمر بين الجانحين. . اعتماد الدائرة على الكفاءات المتخصصة الذي يعد من المتطلبات الأساسية لنجاح العملية التأهيلية كفاءة العاملين في الدائرة كل حسب اختصاصه الذي يتناسب بطبيعة الحال مع العمل الموكل عليه - حرص الدائرة على تطبيق "مبدأ الديمقراطية" وذلك حسب استجابات المبحوثين التي أشارت إلى حرص الدائرة على إشراك الأحداث الجانحين في اتخاذ القرارات المتعلقة بهم، والذي يساهم بإيجابية في اتخاذ قرارات ترضي الطرفين. - تعاني الدائرة معوقات فيزيقية ممثلة في عدم تناسب أعداد الغرف مع أعداد الأحداث الجانحين في الدار، والذي قد يرجع إلى صغر حجم مبنى الدار، الذي يشكل ازدحاما في الدار، الأمر الذي قد يشكل مصدر إزعاج للأحداث الجانحين.