تحتاج الظواهر الدّینیة في عالم الیوم إلى أدوات نظریة تساعدنا على فهم الأشكال المتعددة التي تتلبس بلبوسها في زمان ما بعد الحداثة. وهذه الأدوات والوسائل ینبغي ألاّ تتلاءمَ والأدیانَ ذاتهَا، بل یجب أن یشمل التلاؤم الطرائق المختلفة التي یسلكها الدین في السیاقات الاجتماعیة والسیاسیة(في المجال العالمي)، خاصة في ظروف المتغیرات الاقتصادیة الكبیرة. والواقع أن الدین هو جزءٌ وعامل فاعل في عملیات العولمة، كما أنه جزء وعامل فاعل كذلك في الحركات الاجتماعیة والسیاسیة التي استجدت في ظل المواقف المعاصرة، ومن بین تلك الحركات والتحركات الهجراتُ الكثیفة والواسعة والحركات الاجتماعیة الجدیدة، والجمعیات التطوعیة في المدى الشامل، وللَأرؤى الجدیدة لمسائل الجندر، والصراعات من أجل العدالة الإقتصادیة بعد حقبة الاستعمار. لكنّ الدین یمكن أن یشكل حاجزاً أیضاً في وجه العولمة جالباً إلى حیّز الوعي وجوه فهم جدیدة للهویة والإنتماء، وخاصة لدى أولئك الذین یشعرون بالتهدید من عواصف التغییر الشامل..