یحتدم الجدل في خطابنا العربي/ الإسلامي حول إشكالیة الدین والدولة، والجدل كما یقول ابن منظور هو شدة الاختلاف، ولكن القرآن الكریم یدعو إلى جدال بالتي هي أحسن، فعسى أن تجنى الفائدة للأمة كلها، ومع احتدام الجدل تكثر التساؤلات وما أكثرها في مجال نقد الذهنیات كما یقول المفكر المغاربي عبد الله العروي، وبالأخص إزاء تاریخ بعید للدولة وللعقل السیاسي العربي، لم نستدل علیه بالكیفیة اللازمة، ولا یزال یغري بشتى أنواع التأویل والأدلجة التي تعبر عن نفسها تحت رایات إیدیولوجیة لا تزال تستعیر معظم بواعث التعبیر عن نفسها من الماضي البعید كما یرى محمد أركون، لنقل من التاریخ الأموي والعباسي، الذي تحولت فیه الخلافة إلى ملك عضوض راح بدوره یستعیر معظم بواعث التعبیر عن ملكه من المستبد الآسیوي بحسب تعبیر العروي، أو من أبیه أردشیرالملك الساساني بحسب توصیف محمد عابد الجابري في بحثه عن مبدأ الطاعة. فقد ذهب الجابري إلى أن ذلك جعل من الدین طاعة رجل، كما جعل من الطاعة عبر تمجیدها فضیلة الفضائل، وقد تمكن من أن یغزو الثقافة العربیة في عقر دارها ویجیرها لصالح ذلك الطابع الآسیوي كما تعبر عن ذلك وصیة أردشیر التي سنعود إلیها لاحقا