قادتنا هذه اللمحة حول مكانة المعلم، من الناحية السوسيولوجية، إلى الخلوص أنها ليست من طبيعة الشخصية المهنية للمعلم، وليست قدرا مكتوب عليه، بل إنها سيرورة تفاعل دينامي بين جملة عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ومهنية، تتبادل فيما بينها أشكال التأثير والتأثر داخل المجتمع الواحد. فإذا كانت الأوضاع الاجتماعية، بشكل عام، قد استحوذ عليها التدهور والتراجع في الوقت الراهن، المحكوم باللاحدود التراتبية وبالثورة التكنولوجية، فإن مكانة المعلم، التي كانت تمثل على المستوى الرمزي على الأقل إحدى المهن النبيلة وذات التميز الساطع بين المهن الأخرى، تعرف تفاقما مستمراً. خصوصا وسياق إعادة تعريف التوقعات والمكانات الاجتماعية للمهن/للحرف. ومادامت هذه السيرورة في تفاعل دائم فيمكن للأطراف الثلاثة الأساسية (لمهني والمهنة والمجتمع) إعادة ترتيبها سواء للأحسن أو للأسوء. وإعادة البناء هذه، لا تحصل إلا من خلال استراتيجية شاملة تعمل على استعادة المكانة العامة التي يمكن أن تقبل بها مهنة التعليم، ويكتسب معها المعلمون مكانة الانتماء التي ترتفع بهم في مستوى مقارن بمكانات مهنيين آخرين. ويبقى للمعلمين دور على كل واحد، بحسب قدرته وصفاته، أن ينهض به لبلوغ المكانة المرجعية التي تحقق طموحه.