یواجهُ المسلمون على مشارف القرن الحادي والعشرین تحدیاتٍ مختلفة ناجمة عن التحولات الكبرى التي تُحیط بهم وتعملُ في مجتمعاتهم وأفكارهم ومصالحهم وعلاقاتهم بالعالم. وما عاد ممكنًا القول بأنّ تلك التحدیات خارجیٌّة ومفروضةٌ، إذ إنّ التغییر الیومَ جزءٌ من عملیة البقاء، وضرورةٌ من أجل بلوغ الأهداف المنشودة في الجدیة والتقدم والمشاركة في رَفاه البشریّة وأَمْنِها ومستقبلها. وبذلك تصبحُ القضایا والمشكلات عوائق تَحُولُ دون انطلاقةٍ نهضویةٍ نحن في أشدّ الحاجة إلیها. إنّ المطلوبَ الیومَ اجتراح نهوضٍ كبیرٍ یُخرجنا مرةً واحدةً من أهوال المرحلة الماضیة وآثارها الباقیة. وذلك لجهة الوقائع والأحداث والمآسي الموروثة من القرن العشرین المنقضي، ولجه
السير في الآلیات والأولویات التي تُعیدُنا إلى التاریخ والحاضر، كما أخرجتْنا العقودُ الماضیةُ منهما فلیس من الأحاجي القول: إنّ المشكلات والتحدیات تُواجِه عملیات النهوض وتُعیقُها؛ إذ إنّها إمّا جمودٌ على القدیم والقائم والمستمر، وإمّا توهُّمُ قطع أو حَرْق المراحل من طریقالأیدیولوجیات الرادیكالیة الیمینیة أو الیساریة أو الإسلامیة. ولیست تلك الإشكالیات أحاجي أو فرضیات؛ بل هي إدراكاتٌ مستقرةٌ في الوعي وفي تفسیر الواقع والرضا علیه أو إرادة تغییره. وهناك وعيٌ غلٌّاب لدینا بضرورة التغییر وضرورة النهوض. وأرى أنّ
هناك خمسَ قضایا یتنازعُها أو یتنازعُ فیها الوعي والواقع، ولا یمكن تصور المستقبل الناهض دونما تأسیسٍ علیها