حفلت الحیاة الدینیة لدى الإمبراطوریة الرومانیة والشعوب الخاضعة لها -قبیل میلاد السید المسیح بعدة قرون- بالعدید من العبادات الشرقیة والغربیة, كدیانة الإله الیوناني في آسیا الصغرى والإله أدونیس (Cybelle) أو دیانة كیبیلا (Dionisius) دیونیسیوس في بلاد فارس التي وصلت معابده حتى مدینة (Mithra) في الشام, وإله الشمس مثرا في مصر التي امتدت حتى (Isis) لندن في القرن الأول المیلادي, فضلًا عن دیانة إیزیس یذكر أن الإمبراطور (Tacitus) روما. حتى أن المؤرخ الروماني الشهیر تاكتیوسم) قام بنفي حوالي أربعة آلاف من أتباع الربة إیزیس Tiberius) (14- تیبیریوس ( 37
من مدینة روما بالإضافة إلى الیهود إلى جزیرة سردینیا. غیر أن دیانة إیزیس عادت بعد ذلك بوقت قلیل إلى روما من جدید. كل ذلك فضلًا عن انتشار بعض الدیانات الغربیة التي تسللت إلى الإمبراطور الرومانیة عبر بلاد الغال فرنسا والجزر البریطانیة. وعلى الرغم من استمراریة تقدیم القرابین للآلهة الیونانیة
والرومانیة وكذا الاحتفالات الشعبیة لكل من زیوس وأثینا وأبوللو وجوبیتر, فقد اهتزت هیبتها بفضل ضجر السكان من تلك الشكلیات المتوارثة, ورغبتهم في التطلع إلى منظومة دینیة أكثر رقیاً. كما قویت مسألة عبادة وتألیه الأباطرة قبیل القرن الأول المیلادي, لكنها تحولت أیضاً لتصبح مجرد عبادة شكلیة أیضًا.