وثيقة
موقع القدس في التاریخ الأقوامي العربي
الناشر
وزارة الأوقاف و الشوؤن الدينية
ميلادي
2004
اللغة
العربية
الموضوع
المجموعة
URL المصدر
zcustom_txt_2
الكيلاني، شمس الدين وباروت، محمد جمال(2004). موقع القدس في التاریخ الأقوامي العربي.مجلة التفاهم،(8)،1-17.استرجع منhttps://tafahom.mara.gov.om/storage/al-tafahom/ar/2004/008/pdf/21.pdf
الملخص العربي
وضعت الدعوة الإسلامیة العرب في مركز العالم. وقد أعاد المؤرخ العربي-الإسلامي في ضوء ما كان معروفاً وما یعرفه عن تاریخ وجغرافیا العالم القدیم، إعادة بناء التاریخ العام لهذا العالم، بما یتسق مع هذه المركزیة التي هي وفق المنطلقات المیتا-تاریخیة، مركزیة الأمة التي وعدها الله مسبقاً بوراثة الأمم. ولا ریب أن المقصود هنا إسلامیاً ب"الأمة الوارثة" للأمم لیس هو "أمة العرب" بل هو "أمة الإسلام"، لكن "أمة العرب" التي "نزل" الوحي بلغتها، وكان النبي ینتمي سلالیاً لها، شكلت هنا بوصفها "أمة الإجابة" مركز "أمة الدعوة" الإسلامیة الجامعة للمؤمنین بها من قبائل وأقوام وأمم مختلفة. إن سردیة المؤرخ هنا هي أكثر تلاؤماً من الأنتروبولوجیا والسلالات وسردیات
الأصول وأكثر قرباً منها إلى ما نعنیه الیوم بمفهوم التاریخ، إلا أنها كانت متسقة على مستوى مفهومها للتاریخ مع مستوى تطور هذا المفهوم في عصرها، والذي كان محكوماً كما هو مفهوم بالمنطلقات المیتا-تاریخیة. وقد اعتمدت هذه السردیة بشكل أساسي على تقلیدین كبیرین هما التقلید الأنسابي (الأخباري) الراسخ والمتوارث في التقالید الثقافیة الشفهیة للجزیرة العربیة والتي دفعت البعض في ضوء منظور علماني للتاریخ إلى الإعراب عن شكوك قویة بأنها كانت قد اندثرت بالفعل، وتقلید النص المقدس الذي یشكل
النص القرآني مرجعه هنا. ولقد كانت إخباریة النص القرآني عن تاریخ "الأمم" السابقة في مستوى أساسي من مستویاتها امتصاصاً لأخباریة "العهد القدیم" وإعادة إنتاجٍ لها من منظور إسلامي، رفع مستوى السردیة في وعي أمة الدعوة إلى مرتبة الحقیقة التاریخیة التي حدثت بالفعل. إذ إن تحول السردیة في الوعي إلى حقیقة وقعت هو من سمات السردیات الدینیة عموماً. وقد تم ذلك الامتصاص بحكم أن النص القرآني یضع نفسه في ذروة تطور نصوص الوحي المؤسسة للدیانات السماویة الثلاث المتتابعة (الیهودیة والمسیحیة والإسلام) على قاعدة التصدیق المسبق لما جاء فیها، بعد تنقیته مما طرأ علیه من "انحراف" یخل بطبیعته التوحیدیة. ورغم أن المؤرخ قد تعامل مع أخبار أو قصص السردیة كحقیقة تمت فوق أي شك، فإنه استعان في محاولة لردم فجوات معرفته بما سماه ب"علم الأولین" أي علم "أهل الكتاب" وفي طلیعته "العهد القدیم"، وقد استعان بالتاریخ الأخباري "التوراتي" بما یتسق مع النص القرآني أو لا یتعارض معه، من دون أن ینفي ذلك لجوءه إلى النسخة التوراتیة السائدة في عصره مباشرة، والاستعانة بها. وهو ما أدى إلى أن تتوسط "الإسرائیلیات" أحیاناً معرفته بالتاریخ العام للعالم، ومن الواضح أنها
تنتمي إلى الشق التفسیري التاریخي ل"الأخبار" في النص القرآني ولیس إلى هذا النص نفسه. وكي نتعرف على موقع القدس في النموذج الأقوامي (السلالي) العربي لا بد لنا من التعرف على موقع العرب في النموذج الأقوامي (السلالي) العام للعالم، كما فكر به المؤرخ.
الأصول وأكثر قرباً منها إلى ما نعنیه الیوم بمفهوم التاریخ، إلا أنها كانت متسقة على مستوى مفهومها للتاریخ مع مستوى تطور هذا المفهوم في عصرها، والذي كان محكوماً كما هو مفهوم بالمنطلقات المیتا-تاریخیة. وقد اعتمدت هذه السردیة بشكل أساسي على تقلیدین كبیرین هما التقلید الأنسابي (الأخباري) الراسخ والمتوارث في التقالید الثقافیة الشفهیة للجزیرة العربیة والتي دفعت البعض في ضوء منظور علماني للتاریخ إلى الإعراب عن شكوك قویة بأنها كانت قد اندثرت بالفعل، وتقلید النص المقدس الذي یشكل
النص القرآني مرجعه هنا. ولقد كانت إخباریة النص القرآني عن تاریخ "الأمم" السابقة في مستوى أساسي من مستویاتها امتصاصاً لأخباریة "العهد القدیم" وإعادة إنتاجٍ لها من منظور إسلامي، رفع مستوى السردیة في وعي أمة الدعوة إلى مرتبة الحقیقة التاریخیة التي حدثت بالفعل. إذ إن تحول السردیة في الوعي إلى حقیقة وقعت هو من سمات السردیات الدینیة عموماً. وقد تم ذلك الامتصاص بحكم أن النص القرآني یضع نفسه في ذروة تطور نصوص الوحي المؤسسة للدیانات السماویة الثلاث المتتابعة (الیهودیة والمسیحیة والإسلام) على قاعدة التصدیق المسبق لما جاء فیها، بعد تنقیته مما طرأ علیه من "انحراف" یخل بطبیعته التوحیدیة. ورغم أن المؤرخ قد تعامل مع أخبار أو قصص السردیة كحقیقة تمت فوق أي شك، فإنه استعان في محاولة لردم فجوات معرفته بما سماه ب"علم الأولین" أي علم "أهل الكتاب" وفي طلیعته "العهد القدیم"، وقد استعان بالتاریخ الأخباري "التوراتي" بما یتسق مع النص القرآني أو لا یتعارض معه، من دون أن ینفي ذلك لجوءه إلى النسخة التوراتیة السائدة في عصره مباشرة، والاستعانة بها. وهو ما أدى إلى أن تتوسط "الإسرائیلیات" أحیاناً معرفته بالتاریخ العام للعالم، ومن الواضح أنها
تنتمي إلى الشق التفسیري التاریخي ل"الأخبار" في النص القرآني ولیس إلى هذا النص نفسه. وكي نتعرف على موقع القدس في النموذج الأقوامي (السلالي) العربي لا بد لنا من التعرف على موقع العرب في النموذج الأقوامي (السلالي) العام للعالم، كما فكر به المؤرخ.
قالب العنصر
مقالات الدوريات