لم تقتصر الرحلات العربیة إلى أوربا، على تلك الرحلات والسفارات المنطلقة من أراضي الخلافة العباسیة في المشرق، بل كان هناك ما یماثلها من رحلات انطلقت من بلاد الأندلس الخاضعة آنذاك لحكم الأمویین، فقد أقام الخلفاء الأمویون صلات مستمرة مع البیزنطیین خصوم منافسیهم العباسیین، وتبادلوا الرسل والسفارات، حیث جاءت السفارات من القسطنطینیة إلى قرطبة حاضرة الأندلس الأمویة، یطلبون ود الأمویین للضغط على خصومهم المشتركین الفرنجة خاصة في عهد شارلمان، وبلغت العلاقات السیاسیة أوجها بین القسطنطینیة وقرطبة في عهد الإمبراطور قسطنطین السابع والخلیفة الأموي الكبیر عبد الرحمن الناصر الذي كان ملكه في غایة الضخامة ورفعة الشأن، فقد
طلب مهادنته وبادله الهدایا والرسائل الكثیر من ملوك الروم والإفرنج و"المجوس"