هدفت هذه الدراسة إلى استقصاء أثر برنامجي إرشاد جمعي لنظريتي هولاند وسوبر في تحسين مستوى اتخاذ القرار المهني لطلاب التعليم الأساسي في منطقة الظاهرة بسلطنة عمان. تألفت عينة الدراسة من (36) طالبة من الصف العاشر الأساسي وهم الحاصلين على أقل الدرجات في القياس القبلي لاتخاذ القرار المهني، وقد تم توزيعهم عشوائيا إلى ثلاث مجموعات: مجموعتين تجريبيتين ومجموعة ضابطة، حيث دربت المجموعة التجريبية الأولى على برنامج إرشاد جمعي لتحسين مستوى اتخاذ القرار المهني يستند إلى نظرية هولاند، بينما دربت المجموعة التجريبية الثانية إلى برنامج إرشاد جمعي لتحسين مستوى اتخاذ القرار المهني يستند إلى نظرية سوبر، حيث تم توزيع أفراد العينة بالطريقة العشوائية البسيطة، بينما لم تتلق المجموعة الضابطة أية معالجة.
وللتحقق من فرضيات الدراسة تم حساب المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية الدرجات اتخاذ القرار المهني لدى أفراد المجموعتين التجريبيتين والمجموعة الضابطة على القياسين القبلي والبعدي، وتم استخدام اختبار كورسکال - واليس (Kruskal Wallis) للتحقق من دلالة الفروق إحصائيا لدرجات اتخاذ القرار المهني بين أفراد المجموعتين التجريبيتين والمجموعة الضابطة على القياسين القبلي والبعدي.
وأظهرت النتائج وجود فروق دالة إحصائيا عند مستوى الدلالة ( 0.05=a) في تحسين مستوى اتخاذ القرار المهني، كما أشارت النتائج بأن أداء الطلبة الذين تدربوا على البرنامج الإرشادي الذي يستند إلى نظرية هولاند كان أفضل من أداء الطلبة في المجموعتين التجريبية الثانية والضابطة في تحسين مستوى اتخاذ القرار المهني، كما أشارت النتائج بأن الطلبة في المجموعة التجريبية الثانية والذين تدربوا على البرنامج الإرشادي الذي يستند إلى نظرية سوبر كان أفضل من أداء الطلبة في المجموعة الضابطة في تحسين مستوى اتخاذ القرار المهني، وهذا يشير إلى فعالية النموذجين المستخدمين في هذه الدراسة، كما أظهرت النتائج أن هناك فروقا ذات دلالة إحصائية بين المجموعتين التجريبيتين وذلك لصالح المجموعة التجريبية الأولى التي تدرب أفرادها على البرنامج الإرشادي الذي يستند إلى نظرية هولاند، وجاءت هذه النتائج لتؤكد مدى صدق مفاهيم وفلسفة ومبادئ نظرية هولاند في الاختيار والقرار المهني من الناحية التطبيقية، ومدى قابلية استخدامها في البيئة العمانية.
وفي ضوء النتائج التي تم التوصل إليها في هذه الدراسة خرج الباحث بمجموعة من التوصيات تتعلق بالطلاب وأخصائيي التوجيه المهني والمنهاج الدراسي والتي يأمل الباحث أن تؤخذ بعين الاعتبار.